الاثنين، 20 مايو 2024

خيبة الحلم للشاعر الهادي المثلوثي

 خيبة الحلم

إرادة الإبداع والاختراع لا تولد من العدم

فهي تعتمد على قوة الذكاء ومنهج التعلّم

والشعب الحر الأبي يفتك مكانا بين الأمم

وبما لديه من تألق يأخذ سبيله إلى القمم

طالما توفرت القيادة وثبات العزم والهمم

فبحب العمل والإقلاع يكون تحقيق التقدّم

وبالمعارف والتثقيف نكتسب أجمل الشّيم

إن بلوغ الازدهار حصيلة للتطور المنظّم

فالتميز الحضاري لا يتم بالتخيّل والتوهّم

وإنما بالتصميم الصادق والتفكير المحكم

ونقاء الضمير وصلابة العزيمة والتجشّم

ولا دور نافع لأهل التذمر والقلق والتبرّم

فهؤلاء أسرى للعجز والملل ومغبة النوم

ولا ينتجون سوى التأفف والتوتر والتألّم

وكأن أكثرهم معتل بآفة النسيان والصمم

والبعض يبدو مثقلا بالهوس وحب التكلّم

ومهما كانت الحالة فلا شيء سوى النهم

يبغون ولا ينفعون وإذا منوا فبعسر وندم

فبمقدار سماحة القلب تظهر رحابة الكرم

وأحيانا يختل الأمر فيمتزج الحمد بالتظلّم

فلا تميز المتشكر عمن يشكو من التحطم

وهذا حال المنافقين من شعب الله المكرم

يمتلك التفكير ويشتكي من الانهيار الدائم

ويدعي التدين ويسلّم بالقدر والحظ النائم

وينسى أنه مرتهن للكسل والجهل المظلم

وما أبعدنا عن نهج العلم والقرآن المعظم

وسنظل نترنح في الفشل والبؤس المخيّم

حتى ينتفي الرقاد وننتهي من خيبة الحلم

فنتحرر من الغم ونكف عن العمل المحرّم

ونعتمد دور القيم وصفاء الأذهان والذمم

الهادي المثلوثي / تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق