الخميس، 30 مايو 2024

خاطرة / تاج الشموخ للأديب أحمد حسين عبد الحليم

**  خواطر احمد حسين عبد الحليم  **
--------------------------------------------------
خاطرة رقم (27) : ** تاج الشّموخ **
أزاحت رأسها جانبا ذات العينين الساحرتين وذات الوجه السّموح المنير المبتسم , وتحوّلت ابتسامتها إلى غضبٍ وغيظ , وحزن وبكاء دون دموع ....
عجبا !! ماذا جرى لها ؟ كانت كلّ يوم تشرق بدلًا من إشراقة الشّمس , وترحب عيونها بي أجمل ترحيب عند الغروب ... ما بالها حبيبتي !! سألتها وأنا بحيرة من أمرها : ما دهاك أيّتها الدّرة الرّائعة ؟ لم أعهدك هكذا أيّتها الغالية على قلوب الملايين .
قالت والدّموع تخنقها : أنسيت ما قلته عنّا !! "أعطوني فلوسا نعطيك عشقا " ... قلت ولكنّ هذا القول ينطبق على بعضكنّ ..وحاشا أن تكوني من بين هؤلاء .. لا ولا ثم ألف لا , قالت : لقد أحببت يابوستي الى درجة العشق المعتّق .... كحُبّ الحبيب لحبيبته واكثر .. استغربت منها وقلت : ولكن كيف وانت لم تزوريها ولم تطأ قدماك طرقاتها وترابها !! 
نعم ! ولكن رأيت صورتها وقرأت حبّها من عيونها واستشعرت نبضها .. احببتها وأنا بعيدة وردّدت عشقي لها : زيديني عشقا زيديني يا قدس يا مدينة الصلاة ..زيديني حبا زيديني يا عشقي ويا نبض شراييني ... عندها علمت بأنّ للحبّ طعمًا , وللحياة طعم , ولهاتان العينان اللّتان تخفيان ذلك الجمال , وتلك المحبّة والعشق لقدسها طعم اخر .
لم تستطع الصّلاة في قدسها وتنام وعيناها تضرع إلى السّماء , وتناشد ربّها أن تتحقق أمانيها وأحلامها , وتكون أميرة في قدسها والملك والعرش حولها وتتحقق أمانيها وترفع يديها عاليًا , وتقول : نعم ربّي للمحبة , نعم ربّي للسّلام ...كفى ظلما ! كفى دماء !كفى حروبا ! أنا القدس عروستكم ...أنا القدس حبيبتكم !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق