يا دَهْرُ عَطـِّر ْ
يا دَهْـرُ عَـطـِّر ْ بـالـوَفـا داري
واسْـق ِ رَحيق َ الأنـْس ِ أزْهاري
وانـْشُر ْ على الأغصان ِ ُأغنِيَة ً
تـهـفـو لها في الفـَجْـر ِ أطــياري
واعْصُرْ ِبكأس ِ النـُّور مَوهِبَة ً
سـالـت ْ على أشــواك ِ أقـــداريِ
وادْع ُ الفـَراش َوجُندُبَ الهُضُب ِ
لـوَلـيـمَة ٍ مـن َشـهْـد ِ أشعــاري
فالغاب ُ حـولـي يَنتشي طرَبا ً
أفـيـاؤُهُ انـشَــرَحَــت ْ لأ َخْباري
عـادَ الألـيـف ُ إلى مـــلاعِـبِه ِ
فـتـَنـاغـَمَت ْ جَـذ ْلى بأوتـــاري
والوِحْـشة ُ الخرْساءُ قد عَزَفت ْ
لحْــنا ً يُـدَغـدِغ ُ عـودَ أغــواري
تـلك َ المَغاوِرُ فـي مَخـابـِئِـهـا
كــم ْ عـايَشـَت ْ أهْــوالَ أفكاري
كـم ْ ُتهْت ُ في أجوائِها زمَنـا ً
أجْــلو مَـجاهـيــلي وأسْــــراري
وأعُبُّ من صَمْت ِالدُّجى صُوَراً
صَبَغـَتْ بـِسِحْر ِ الرُّوح ِ آثــاريِ
في وحْشـَة ِ الغابات ِ مُلـْهـِمَة
توحي الرُّؤَى زادا ً لأ َشـْـعـاري
ويَفيضُ من َنـهْد السَّما ألـَــق ٌ
يَنســاب ُ أنوارا ً علــى َغــاريِ
فأســيح ُ في قِلـْع ِ الخَيال ِ إلى
ما َقـبْـل َتكويني وأقداري
وأذوب ُفي حِضْن ِالضِّياءِ هَوىً
وَتشـَوُّقــا ً مـن بَـعْـد ِ أسْــــفاري
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق