الخميس، 23 مايو 2024

تقولين للدكتور أسامه مصاروه

 تقولينَ 

تقولينَ في أرضِ العُروبةِ تمساحُ

وبيْنَ الأهالي ها هُو اليَوْمَ سفّاحُ

وكلُّ مليكٍ للْمُهَجَّنِ مدَاحُ

وكلُّ أميرٍ للكنادرِ مسّاحُ


أقولُ عَسيرٌ فهمُ حُكامِنا فعْلا

لديهمْ بلادٌ باذخاتُ الغِنى أصْلا

لِماذا إذًا يا ربُّ نلتحِفُ الذلّا

ونرْكعُ لِلغازي ونحْترمُ النذْلا


تقولينَ في الأشعارِ نحنُ أشِقّاءُ

ونحنُ ذوي مَجدٍ وللْمجْدِ أبناءُ

فكيفَ أصابَ القومَ ذلٌّ وإعياءُ

وقدْ نقلتْ مجدَ العروبةِ أرجاءُ


أقولُ أنا من أمرِهمْ لا أعي حَرْفا

وأعجبُ يا ربّي لِمَ امْتَهَنوا الضعْفا

لِمَ اسْتعذبوا الخُذلانَ والذلَّ والخوْفا

وقدْ جُرِفَ الأنذالُ من قبلِهم جرْفا


 تقولينَ حكّامُ العروبةِ قدْ ذلّوا

لأعدائِنا حتى تمطَّوْا متى هلّوا

ألمْ ترَ كيفَ استقْبلوهمْ وما كلّوا

ألا إنَّ حُكامَ العروبةِ قد ضلّوا


أقولُ إذا ذلّوا فما ذُلُّهم سِرُّ

تهافُتُهمْ بلْ ركضُهمْ ويْلتي جهْرُ

يموتونَ كالأنْعامِ ليسَ لَهُمْ ذِكْرُ

تاريخُهمْ شؤمٌ على الناسِ بل شرُّ


تقولينَ إنّا جيلُ ضعفٍ وتنكيسِ

لذا يستمرُّ النذلُ عُنْوةً بتدنيسِ

بلادي وأيضًا يستمرُّ بتكريسِ

مواقِعِهِ حتى وأوْكارِ إبليسِ


أقولُ برغمِ الحزْنِ في القلبِ إيمانُ

بأَنّا جميعًا في العُروبَةِ إخوانُ

وحتى إذا مرّتْ على الأهلِ أحْزانُ

أخيرًا سنرقى للْعُلى رُغمَ مَنْ خانوا


تقولينَ إنّا لا نجيدُ سوى الصمْتِ

وإنّا شعوبٌ لا تعي قيمةَ الوقْتِ

ونعْبُرُ من همٍّ وغمٍّ إلى مقْتِ

وَما مخْرَجٌ يبدو لنا منْ مدى الكبتِ


أقولُ إذا المظلومُ غلَّفهُ الظُلمُ

وغرَّبَهُ الأعداءُ معْ عُصبَةِ الحُكمِ

فما القصدُ أنَّ العُرْبَ يُرْهِبُهمْ خصْمُ

مدى الدهرِ بلْ للعُرْبِ في لحظةٍ حسْمُ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق