الجمعة، 10 مايو 2024

يادهر للشاعرة هدى شحود

 .......... يا دهر  .........

يا دهر منك رأيت الويلَ والعَجَبا

كسرت قلبي وقد ابقيته تَعِبا


ظننتُ في البَدْء خيراً فيك فانقلبتْ

ملامح الخير شراً عارماً عَقَبا


ماذا دهاك ألا يادهر تَطعَنُنا

غدراً وتسلبُنا الأفراحَ والطَّربا


حطَّمتَ زورقَ حبٍّ قد سَعِدْتُ به

وقتاً قليلاً وموجُ النحس قد غَلَبا


وَأدْتَ عنديَ أحلاماً بنيتُ بها

أحلى القصور فصارت كلُّها خِرَبا


رميتني اليوم للأرياحِ تلعب بي

والريحُ أسوأُ مَنْ بالمرءِ قد لَعِبا


تبَّتْ يداك فكم مِنْ ضربة بهما

لقيتُ منك ولم تأبهْ لِمَنْ ضُرِبا


بالأمس كنّا كوردٍ في الرياض نما

واليوم يا دهر قد حوَّلته حطبا


والعيشُ قد كان عذبا طيِّباً رغدا

حتَّى نَفثتَ بهِ من ناركَ اللّهبا


كان السرور يُخَلِّي الأمسيات بِنا

مثلَ الأصابيحِ او يُدْنِي لنا الشُّهبا


والآن صارت أصابيحي مُعَتَّمةً

مثل الّليالي اللواتي بدرُها غربا


شتَّتَ يا دهر شملاً كان مجتمعاً

ورُحتَ تَعكِرُ عيشاً قَبْلُ كَمْ عَذُبا


كمْ قد رجوتُكَ لم تسمعْ لِوَلوَلَتِي

ولم تُجِبني وما لَبَّيتَ لي طَلَبا

==== هدى شحود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق