... يسألني العيد ...
يسألني العيدُ بغصّةٍ أين
العيدُ، وقد رحلَ عنّا الحبيبُ
يسألني بصوتٍ مجروحٍ
وقد صمتَ في الكونِ النّحيبُ
يسألني العيدُ مُلِحّاً في
السؤالِ، فما عساني أُجيبُ
يصْفعُني، يقصِفُني، علّني
أصحو، من نارٍ للرّوح تُذيبُ
من غيبوبةٍ أثْملت الفؤادَ
وجعاً، وجرحاً لا يطيبُ
ومن رحيلٍ مزّقَ الضلوعَ
وفِراقٍ جعل الزّمانَ يشيبُ
يسألني العيدُ وثغرُه مبتسمٌ
فأجيبُهُ وجوابي عنه غريبُ
أَتُراكَ عدْتَ لِتُشْرِقَ فرحاً
وكلُّ ابتساماتي تغربُ وتغيبُ
عدْتَ يا عيدُ دون أحبّتي
ألا ليْتَ فقيدي منّي قريبُ
عدْتَ مضرّجاً بالأنينِ أيّها
العيدُ، والقلبُ في كمدٍ كئيبُ
عدْتَ مُخضّباً بالدّماءِ والبكاءِ
مقطوعَ الوتينِ، والفؤادُ وصيبُ
أقْبلْتَ يا عيدُ مثقلاً محمّلاً
بالأحزانِ، والفرحُ منك سليبُ
وعلى أطلالِ القوافي تشدو
تارةً تهذي، وتارةً تصيبُ
أين الأحبّةُ، سؤالٌ يُدوّي
فالفكرُ تائهٌ، والمُصابُ مَهيبُ
يا وحشةِ الدّارِ دون سيّدِها
يجتاحُها فقْدٌ وهجْرٌ وتغريبُ
احتضنَ الثّرى نبضَ الفؤادِ
والقلبُ أصابه إعصارٌ عصيبُ
يا وجهاً كان يشّعُ جمالاً، عجز
عن وصفه شاعرٌ أو خطيبُ
يغتالني الحنينُ بسهامِ الفقْدِ
ويضيقُ بقلبي الكونُ الرحيبُ
فكيف لا أبكيكَ نزْفاً وحرقةً
وأنت لأسقامي الدواءُ والطبيبُ
عدْتَ يا عيدُ، ويضطرِمُ في
القلبِ من الفراقِ نارٌ ولهيبُ
فصبراً ثمّ صبراً يا نفسي
والله يجزلُ الثّوابَ ويثيبُ
بقلمي/ بيسان مرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق