الأحد، 9 يونيو 2024

غدا عودة للشاعرة خضرة هارون

 غداً عودة 


تحت أبراج أزقة اللاجئين

تعج الدموع 

فيها برد يجيء ويغدو

ويلثم ما تبقى من صقيع ...

وعنوان وطن خارج تغطية العالقين

فيها سيل نجوم 

قصاصات من كوكبة الشمس

وسديم مريع ....

فقدت الأثر هناك 

فقدت هويتي 

قلبي 

أنفاسي 

وبقايا جسد كنت أطمع أن تدفنه يد

تحت تراب بديع ...

اوشكنا الوصول 

هنا نعم 

ألا تظن أنا قد وصلنا 

أشتم روائح الزعفران والبيلسان والأقحوان

أشتم خبز أمي 

وقهوتها وعطر ضفيرتها 

وتنور يعج بحكايا جارتها 

أمي آه يا أمي كم حصن وجودك منيع ....

أكفر بذكريات طفولتي 

أسلم حبري الدامي لطفلي 

أيكون للطفل طفل ؟

لم أنضج لم أكبر

أقف على عتبات وطني 

أضوج بأهازيج 

عله لا يضيع

عله ينفض عباءة قهره 

ويمد أرجل الإيمان

إلى فجر 

ينير طريقي 

حيث لا فكرة قطيع ....

عودة لاجيء

بين سطور محبرتي 

وفي جيبي مقبرتي 

حيث أغدو

أصنع وطنا فيه قبرا لا يضيع ...

عودة ،!!!!

سئمت العودة 

سئمت التباهي بأني الجميع

وبأن قربان نجاتي 

هناك تحت أعمدة النار والدخان

تحت محرقة 

يرويها الجميع....

اكتفينا

إنتهينا 

عفواً

إذا أزعجنا نوم القطيع.....

في غابات شرذمة 

ضاع النهار

واشتعل فؤاد مدينتنا 

وانقض ذئب وقاحتنا 

على رضيع ...

هاك 

دعهم يكتبون السطر الأخير 

في الميلاد

خلف اسمي 

ورقم هويتي 

ومدينتي 

وديانتي 

أنظر

لقد كتبوا لاجيء 

ونسو أني أضيع ....

أتركوني أخلق هويتي 

أعتقل مخلوقكم الهزيل

دعوني أصنع وطني 

إحتفظو بخبزكم 

معلباتكم 

أكفانكم 

غبائكم

ضعفكم 

واتركوا لي فقط 

أتركوا لي 

بدي أصابعي 

وانظروا كيف سأخط الربيع .....


خضرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق