حِكَايَة صُّورَة
أُتُحَاجِجِينِي بِرَمْشِ عَيْنِكِ
بِفَصَاحٍ وَعَن تِلْكَ الصُّورَةِ تُقَاتِلِينِي
وَكَيْفَ لَا وَأَنَا مَنْ جِئْتُكِ
أَحْمِلُ غَزَلًا لَمْ يَشْتَرِهِ
الدّينَارُ بِمَلَايِينِي
هُجُومُكِ الْكَاسِحُ عَلَى وَرَقِي
سِكِّينٌ يَقْطَعُ بِرَوْعَتِهِ وَفِي
الْخَاصِرَةِ رُحْتِ تَهْجِينِي
أَنَا مَا كَتَبْتُ عَنْ رَمْشِكِ كَذِبًا
وَلَا عَنْ عَيْنِكِ النَّاعِسَةِ غَمْزَةٌ
تُعْطِينِي
أَنَا فَقَطْ غَازَلْتُ قَلْبَكِ بِصُورَةٍ
تَسْرِقُ الْأَنْظَارَ نَضَارَةَ خَدِّهَا
وَالْبُرْقُعُ يَأْسِرُ (ق) الْمِسْكِينِي
أُتُحَاجِجِينِي عَنْ شَوْقِ أَبْيَاتٍ
اِسْتَوْطَنَتْ كَفَرْضِ الصَّلَاةِ
وَأَنَا النَّاسِكُ الْعَابِدُ لَمْ أَسْتَطِعْ
رَفْعَ عَيْنَيْنِ اِثْنَيْنِي
لَمْ أَعْرِفْ كَيْفَ جَمَالُ خُطُوَاتِكِ
وَلَمْ أَرَ تَمَايُلَكِ أَوْ دَبَّتْ مَشِي
الْقَدَمَيْنِي
لَكِنْ نَبْضِي يُصَارِعُنِي يَخْفِقُ
عُنْوَةً بِجَرَّةِ حَرْفِكِ الْقَاتِلِ
كَهِئَتِ شَكْلِ الْيَاسْمِينِي
أَنَا لَمْ أَرَ مِثْلَكِ حِكَايَةً
أَتَتْ تُنَازِلُنِي تُقَاتِلُنِي بِسُلْطَانِهَا
تَحْمِلُ وَرْدَ الْبَسَاتِينِي
وَتَصِرُّ بِكِبْرِيَاءِ سَطْوَتِهَا
لِتُخْفِي جَمَالَ أَحْرُفِهَا تَتَمَرْجَحُ
فِي عَيْنِي
أَوَ لَا أَتَعَلَّقُ مِنْ قَدَمِي تَعْلِيقًا
كَمُذْنِبٍ اِسْتَهْوَى عِشْقًا
يُطَارِدُ هَمْسَ الشَّفَتَيْنِي
أَوَ لَسْتُ إِنْسَانًا تَحْمِلُنِي عَاطِفَتِي
أُسَابِقُ الْعُشَّاقَ لِأَخْطَفَ نَظْرَةً
دُونَ أَنْ تَرْمِشَ عَيْنِي
وَأَنَا لَمْ أَرَ سِوَى حَرْفِكِ الْمُلْتَسِقِ
وَخُطُوطٍ تُقْرَأُ تَلَاطُمُ الْأَمْوَاجِ
شَغَفًا وَفِي حَضْرَةِ بَحَّارِ الْحُبِّ
تَرْفَعُنِي كَشِرَاعٍ يَحْمِلُ
جَفْنَيْنِي
وَكَيْفَ لَا وَأَنْتِ أُسْطُورَةٌ
وَنُورُكِ السَّاطِعُ يَحْجُبُ نِسَاءَ
الْعَالَمِينَ يَتْرُكْنِي أَرْسُمُ خَيَالًا
لِتَأْتِي وَتَقْطَعِي بِيَدِكِ
شَرَايِينِي
أَسْتَحْلِفُكِ كَرَاهِبٍ أَوْ شَيْخٍ
شَاخَ عُمْرُهُ بِرَبِيعِكِ عَنْ
هَذَا لَا تَأْخُذِينِي
فَالْجَمَلُ يَرْسُمُ قِصَّتَهُ رَغْمًا
لَمْ يَتْرُكْ لِمَسَافَةِ ضَمِّكِ
بِكِلْتَا الْيَدَيْنِي
بِجُمُوحِ الْغَرَامِ أَنَا مُقَيَّدٌ
وَعَنْ فَوَاصِلِ الزَّمَنِ تَأْتِينَ
مُتَخَفِّيَةً لِتُحَاسِبِينِي
دَعِينِي أَرْفْرِفْ بِلَحْظَةٍ بِغُرُورِي
خَيَالًا أَسْتَنْشِقُ مِنْ خَدِّكِ الْمَيَّاسِ
عِطْرَ الْيَاسْمِينِ دَعِينِي
وَاكْتُبِي مَا شِئْتِ عَنْ جُنُونِي
عَنْ طُغْيَانِي وَابْطِشِي بِي
بَطْشَ السَّلَاطِينِي
لَكِنَّنِي أَكْتُبُ عَنْ شَمْسٍ
لَمْ تَغْرُبْ فِي مَغْرِبِهَا
كَأَنِّي أَرَاهَا بِمَشْرِقَيْنِ
وَأَنَا بَيْنَ أَحْرُفٍ أَكْتُبُهَا دَمْعَةٌ
تَجْرِي تُقَبِّلُ خَدَّيْنِي
أَبِحَذْفِ الصُّورَةِ تُطَالِبِينِي
لَا أَفْعَلُ هَذَا أَبَدًا يَا سَيِّدَتِي
وَلَنْ أَرْضَى بُعْدًا فَمَا خَطَئِي
وَالْجُرْحُ يَنْزِفُ عَدْلًا مِنْكِ
تُسْعِفِينِي لِتَعْرِفِينِي
سفير المحبة الدكتور
موسى العقرب - العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق