السبت، 15 يونيو 2024

فرعون هذا العصر للدكتور أسامه مصاروه

 فرْعوْنُ هذا العصْرِ

فرْعوْنُهمْ حقًا مُصابٌ بالْجُنونْ

لذلِكُمْ يُشِنُّ حرْبًا كيْ يكونْ

وَإِنْ يَمُتْ فيها ألوفُ الأَبرِياءْ

فليسَ هذا همَّهُ بَلِ الُسُّجونْ

وذلِكُمْ لأَنّهُ في ورطَةِ

بلْ إنّها تبدو لنا كالْخلْطَةِ

مِنْ كلِّ أصنافِ القضايا والفسادْ

وَعِتْقُهُ مِنها دوامُ السُلْطَةِ

لذلِكُمْ فالْحَرْبُ أمرٌ مَنْطِقِيْ

والْجيْشُ معْروفٌ بِأنَّهُ قَويْ

فالنَّصْرُ مضْمونٌ إذًا وَلنْ يطولْ

إلّا لساعاتٍ وفي جوٍّ نَقِيْ

وذات ليلةٍ رأى في نومِهِ

نارًا أتَتْ على دِيارِ قوْمِهِ

وأحْرَقتْ بلْ دمَّرتْ وَقَوَّضتْ

أركانَ عهْدٍ ظالِمٍ مِنْ حُكْمِه

لمْ يستَطِعْ فرعوْنُ كتْمَ رُعْبِهِ

وكبْتَهُ في نفسِهِ أو قلْبِهِ

فقامَ باسْتِدْعاءِ كُلَّ ساحِرٍ

أوْ عالِمٍ ذي خِبْرَةٍ في شعْبِهِ

قالوا صَبِيٌّ مِن بُطونِ الهاشمِ

يعيشُ تحْتَ الاحْتلالِ الغاشِمِ

سينْتهي مهما طغى على يديْهْ

وسوفَ يبقى في النطاقِ الهامشي

كمْ أفزعَ التفْسيرُ قلبَ الظالِمِ

فرْعونِ هذا ذي السِجلِّ القاتِمِ

لذلِكُمْ سعى لقَتْلِ كلِّ طفْلْ

ولمْ يُكُنْ بنادِمٍ أوْ راحِمِ

وهكذا الآلافُ مِنهمْ أُعْدِموا

والطائِراتُ لمْ تَزلْ تُدَمْدِمُ

وَبالأهالي والمَباني تفْتِكُ

حتى الْمَشافي دونَ وعْيٍ تَهْدِمُ

مجازِرٌ هُنا مجازِرٌ هُناكْ

لا فرقَ بينَ الناسِ كلٌّ للهَلاكْ

وها هو التهجير قسْرًا قائمٌ

وما لهم يا ربُّ في الدنيا سواكْ

وأنتَ يا فرعوْنُ في غدٍ ذميمْ

وفي السعيرِ دونَما شكٍ مُقيمْ

وَرُغْمَ ما يجري سنحيا في سلامْ

وفي وئامٍ ثابتٍ وَمُسْتديمْ

السفير د.أسامه مصاروه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق