شئ من وقتنا الجميل
انفتح الشارع الكبير ليسع الارصفة والناس.ويضمك الى زاوية مقفرة الا من حركة الغادين والرائحين...وضوضاء المارة وصفوف السيارات ساعة الظهيرة...يومها تشكلت بدايات ربيع بائس .وترسمت في الذاكرة تسابق الايام صورة تشوبها غشاوة وتعلوها قتامة مفتعلة..ويومها كنت اقحوانة برية خانها الربيع فتفتحت باحتشام وخجل على ربى قاحلة ومجرودة..سايرت ركبك باكتئاب الخريف حتى نهاية الشارع الطويل..كانت خطواتنا تسابق الامتار وواجهات المباني والمغازات وتمر سريعا على غير العادة.وكنت اريد لها ان تطول فيطول كلامنا ونقضي شيئا من وقتنا الجميل...حتى بدت نهاية الشارع تلوح ويبرز عامود صندوق البريد بوضوح..عجت بقلبي عواصف اللهفة والتأسي على فراقك..وتشوفتك لاول مرة ربيعا شذ عن قوانين الطبيعة ليزهر في عز الخريف ويبني في نفسي حيرة وقلقا دائمين.
**قيس البغدادي. ع. العبيدي**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق