الاثنين، 3 يونيو 2024

أنين الناي للشاعر الحسين صبري

 أنين الناي


كورقة على غُصن

في شَجَرة

حتى وإن 

أصدرت حفيفًا

بِالكاد يُسمع

كالقلم على

الورقة

حتى وإن 

أصدر صريرًا

ونزف دمعًا

بِالكاد يُفهم

كحديث العيون

حينما تحكي

ألمًا

تطرح سؤالاً

ألفَ مـرّة

لا أحد يُجيب

لا أحد يقرأ

كعجيج الصمت

في داخلي

يكاد أن 

يَكسر ضِلعي

ينهش روحي

دون أن يتكلم

كجُرْحُ بلادي

الغائِر

لا الحَماقة

تجعله يبرأ

ولا الجهل 

سيساعد على

تقليص الهوّة

كالشرخ في 

جسد الوطن

حتى وإن 

تلقى عِلاجًا

أو دواءً

بعد فترة

سيبقى طويلاً

وجـع الإبرة

وأثر الخيط 

والغُرْزة

كاليد الواحدة

لن تسمع 

لها صوتًا

لربما يد الحياة 

عندما تصفعك كفًا

كأنفسنا المثيرة

للشفقة

تصرخ كل يوم

بِلا صـوت

كالمستقبل أيضًا

ما سَمِعتُ له حِسّاً

كل الأشياء

من حولنا 

أصبحت مُبْهمة

كقصِيدتي هذه

لا أعرف ما اسمها

قد تكون خاطِرة

أو مجرد خَرْبشة

وقد تكون نثرًا

هذه هي حِكايتنا

من ألِفها إلى 

يائها

كأنين الناي

يَعزف حُزنًا

منذ أن قُطع

من الشّجرة

وحُفرَ في 

جسده ثقبًا

🖊الحسين صبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق