يا أنيسَ الرُّوحِ
بقلم: فؤاد زاديكى
يا أنيسَ الرُّوحِ، لا تَغِبْ عَنّي و لا تُشِحْ بِوَجهِكَ، ففي حضورِك أُنسٌ و مُتعَةٌ و مَسَرّةٌ، لي بِكَ أملٌ لا يَنْتَهِي و رَجاءٌ لا يَنْقَطِعُ.
في لقائِكَ، تَزدَهِرُ الأيّامُ و تُضِيء الليالي، و تنتعِشُ الآمالُ، و في غيابِكَ، يَحُلُّ السّكونُ و يَعُمُّ الحُزنُ. إنّكَ النّورُ، الذي يُبدِّدُ ظُلُماتِ قلبي، و البَسمةُ، التي تَرسُمُ الفَرحَ على مُحَيَّاي. لا تَبْتَعِدْ، فإنّ قربَك يَمنحُني السّكينةَ و الأمانَ، و بُعْدُكَ يَتْرُكُ في القلبِ لَوعَةً و حِرْمانًا. إنّكَ الهواءُ، الذي أتنفّسُهُ، و النّسمَةُ، التي تُلَطِّفُ جَوِّي، و الإشراقةُ، التي تُنيرُ دُروبِي. أرجوكَ، لا تَدَعْ الغِيابَ يَطُولُ، فإنّ شوقِي لكَ لا يَحْتَمِلُ الانتظارَ. تَبقَى في خاطِرِي، و تَمْلأُ أفكارِي، و لا أجِدُ للرّاحةِ سَبِيلاً إلّا في حضورِكَ. يا مَنْ أحَبَّهُ القلبُ و اطمأنَّ لهُ الفؤادُ، لا تَبْتَعِدْ، فإنّكَ السّكَنُ و المَأوَى، و فيكَ تنتهِي كلُّ الأوجاعِ.
المانيا في ٥ حزيران ٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق