تَمسَّكْ بِالقِراءَةِ
تركتُ الحرْف يَسْبحُ في خيالي*ويبحَثُ في البَيانِ عَنِ الجمالِ
تَأَبَّطَ سِحْرَ فَنٍّ فاضَ عِشْقاً***بِنَظْمٍ قَدْ أَطَلّ على الكَـــــــــمال
يَجودُ بِهِ اللِّسانُ كعِطْرِ مِسْكُ***تَطيـــرُ بِهِ الأُنوفُ إلى الأَعالي
أُسافِرُ في الزَّمانِ بِلا حُدودٍ***وأَصْـــــــــعَدُ حالِما قِمَمَ الجِبالِ
ولي في المُفْرداتِ بَناتُ فِكْرٍ***أجَبْنَ بما يَحِــــقُّ على السُّؤالِ
تَعَلَّمْ فَي المَساءِ وفي الصّباحِ***فَإنَّ الجِـــــــــدَّ أَقْرَبُ للفَلاحِ
تَعَلَّمْ فَالتَّعَلُّمُ في الحَــــــــياةِ***يَقودُكَ بِاليَراعِ إلى النَّـــــــجاحِ
تَعي الأَلْبابُ بالأَقْلامِ فِقْــــــهاً***يُعَلِّمُها السَّـــــبيلَ إلى الصَّلاحِ
فَتُدْرِكُ بِالقِراءَةِ كُلَّ بُــــــــعْدٍ***وَحِينئذٍ سَتَـــــــــــنْهَضُ للْكِفاحِ
وِمِنْ بَعْدِ الغُروبِ نَرى شُروقاً***تجدّدَ فَــــجْرهُ بِنَدى الصّــباحِ
تَمَسَّكْ بالقِراءَةِ في الكِتــــــابِ***فَإنَّ الجِدَّ أَنْفَــــــــــعُ للشَّبابِ
وَكُنْ في الكَسْبِ مُجْتَهِداً عَنيداً***فَإِنَّ التِّبْرَ يُوجَدُ في الكِـتابِ
تَعَلَّمْ ما اسْتَطَــعْتَ فَإنَّ يَوْماً***سَتَجْني ما زَرَعْتَ بلا حِــسابِ
فَتُصْبِــــــحُ وَقْتَها رَجلاً لَبيباً***تُفَكِّرُ في القراءَةِ بالـــــــصَّوابِ
وهذا في الحقيقَةِ فَرْضُ عَيْنٍ***وَنَهْجُ الصّالحــينَ منَ الرِّقابِ
أُصِبْتُ منَ التّفكُّرِ بالجُنونِ***لأنّي ما اسْتَرحْتُ إلى ظُنـــــوني
أُفَكِّرُ تارَةً في جَلْدِ نَفْسي***وأُخْرى في مُـقاوَمَةِ الجُــــــــنونِ
كَأَنّي قَدْ طُعِنْتُ بِرَأْسِ رُمْحٍ***فَكانَتْ طَعْنَةً فَوقَ الطُّــــــــعونِ
رَماني طَرْفُها بِسِهامِ حُبٍّ***وكأنَ الرَّمْيُ من وَسَـــــطِ الجُفونِ
رأَيْتُ عُيونَها فَبَكَى فُؤادي***بِدَمْعِ العاشِقينَ مِنَ العُيــــــــــونِ
////
سَأَلْتُ الله مَغْفِرَةَ الذُّنوبِ***فَإنّي في الطَّريقِ إلى الشّــــحوب
تُراقِبُنا المَنِيَّةُ من قَريبٍ***ولا أَحداً سَيَظْفَرُ بِالهُــــــــــــــروبِ
ووقْتَئِذٍ سَنَعْقِلُ ما ارْتَكَبْنا***ووَجْهُ المَرْءِ أَقْرَبُ للشُّـــــــــحوبِ
فَيا رَحْمانُ بالغُفْرانِ أَمْطِرْ***فَأَنتَ المُسْتَعانُ على الغُـــــــيوبِ
وأَنْتَ الرّبُّ والوَهَّابُ لُطْفاً***نخافُكَ في الشُّروقِ وفي الغُروبِ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق