... الكَأْسُ السَّـابِـعَةْ ...
تَـعـلَّـمَ مِنـكِ ما كانَـتْ سَــمـاهُ تُـنَـوِّرُ وجْـهَـهُ حـتّـى رُؤاهُ
فـهـامَ مُـسـائـلًا كُـلَّ الزَّوايـا إلـى أنْ دَلَّـهُ أحـلـى جَـنـاهُ
وأسبَـلَ شاكِرًا مِنْ عَيْنِ شَكوى حَبـيبُـكِ دَمعـةً فَـضَـحَـتْ نِـداهُ
تَأمَّلَ فاستقى مِنْ صَحنِ وردٍ كَـمِ اسْـتـأْنَـى بِـهِ رَبٌّ بَـراهُ ؟
ولَـمـلَـمَ مـا تَـساقـطَ مِـنْ نَـداهُ إلى أنْ شَـعـشَـعَ الدُّنـيا ضُـحاهُ
صَـبا في عِطـرِكِ المفتـونِ حتّى تَـدلَّـى الطَّـرحُ حـتّى مُـشْـتهـاهُ
نِـداؤكِ كُـلُّ مُـلهِـمـةٍ حَـديـثًا تُعـاقِـرُ في هَـواهـا مُـبـتَـغـاهُ
فَيَشـربُ كأْسَكِ الصّافي خَيـالًا تُـبارِكُ رُوحَـهُ الأوفـى سَـمـاهُ
وبعـدَ الكـأسِ سـابِعـةِ النَّـوايـا رأى ما كـانَ مِـنْ لَـيلَـى يَـراهُ
فَتخْـتَـلِـطُ الَّتي كانَـتْ تُـغَـنِّيْ بـكـأسٍ كـانَ أوَّاهًا دُعـاهُ
ويَنكشِـفُ الَّذي سَتَـرتْ سِنينًا مِـنَ المَخلُـوقِ راقٍ مُـسْـتـواهُ
فما في الصَّـدرِ مِنْ حَجَـلٍ تَغـنَّى وما بالعَـيـنِ مِـنْ وَسَـنٍ جَـلاهُ
وما في الخَصـرِ مِنْ هَيَفٍ تَحلَّى جَميـلَ الصَّبْرِ فَانْحَـلَّـتْ عُـراهُ
وكاشَـفَ مـا تَـدلَّـى أو تَـنـدَّى مِـنَ الـرُّمَّـانِ تَـيَّـاهًا أتـاهُ
فجـاذَبَ ما تَـكَـوَّرَ فـي يَـديـهِ وأطـفـأ ما تَـجَـمَّـرَ مِـنْ لَـمـاهُ
ومـاتَ عليهِ مِـنْ شَـوقٍ إلـيهِ ولا يَـدريْ أيُـبْعَـثُ مِنْ طِـلاهُ
فَـآلَـفَ جَـنَّـةً سَــيَـظَـلُّ فـيـهـا إلى أنْ يَـستـحِـي صَـدرٌ رَواهُ
وتُـطفَى آخِـرُ النَّجْمـاتِ عِـشْـقًا و يُـفْـرِغَ كُلَّ مـا سَـكَـبَ الإلَـهُ
الشاعر حسن علي المرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق