الثلاثاء، 30 يوليو 2024

دمار للشاعر سامر الشيخ طه

 قصيدة بعنوان : ( دمار)


سرقتُ وجهكِ من طيفٍ يغازلُني

            رسمتُه في تفاصيلي فأحزنني

قرأتُ صمتَكِ في صوتي فأرَّقني

     تلعثُمُ الصوتِ في سيلٍ من الشجنِ

رأيتُ عينيك بين الغيم سابحةً

          والدمعُ ينهلُّ من عينٍ ومن مُزنِ

رأيتُ فيما أرى أشياءَ أجهلُها 

بدت على السطح من سرِّ ي ومن علني

كأنما عشتُ وهماً لا أساسَ له

          أوأنَّني عشتُ عمراً خارج الزمنِ

كأنَّني ضِعتُ أو ضيَّعتُ من زمني

            عمراً مديداً بلا جدوى بلا ثمنِ

وعدتُ بعد مضيِّ العمر أسألُه

       عن غادةٍ كنتُ أهواها وعن وطني

عن شاعرٍ ضلَّ بعد الحرب وُجهتَه

           عن مرفإٍ هادئٍ ترسو به سفني

فلم أجد في ركام البيت مسألتي

      ولم أجد غايتي بل لم أجد سكني

مدينتي أصبحت عيناً على أثرٍ

             كأنَّها لم تكن يوماً من المدنِ

وجدتُني بين أنقاضٍ مهدَّمةٍ 

 وجدتُ بعضي وبعضي صار في كفَنِ

وجدتُ بعضَ حروفٍ كنتُ أنقشها

              هي البقايا لأسماءٍ على فَننِ

إسمي وإسمك مازالا وعاصفةُ

    أودت بنا في مهبِّ الريح في مِحَنِ

رأيتُ مستقبلاً مازلتُ أَنشُدُه

              رأيت آثار أحلامي ولم أرَني

كل المسافات أطويها لتنقلَني

           إلى غدٍ مشرقٍ خالٍ من الفِتَنِ

لكنني رغم جِدِّي في محاولتي

            لكي أصير لعيشٍ غيرٍ ممتَهَنِ

أرى حياتي التي ضاعت معالمها

       تمضي فتسبحُ في مستنقعٍ نتِنِ

       ١٦ _ ٧ _ ٢٠٢٤

     المهندس : سامر الشيخ طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق