الاثنين، 15 يوليو 2024

جزيرة للدكتور أسامه مصاروه

 جزيرة

قالوا هنا ستعودُ حُرًا من جديدْ

وستستعيدُ نشاطَ ماضيكَ السعيد

قالوا شفاؤُكَ من جوىً مُرٍّ شديد

مُتوفِّرٌ في بحرِ نسيانٍ بعيدْ


قالوا وأكَّدَ بعضُهمْ عن خبرةِ

سافرْ ولا تكُ عُرْضةً للحيْرةِ

أو للشعورِ برهبة أو حسرةِ

كن واثقا ستُحبُّها منْ نظْرةِ


وكذلكمْ قالوا برغمِ مشاعِرِكْ

وفؤادِكَ الصافي وصِدْقِ خواطِرِكْ

وبِرغمِ عشقٍ كامن بجواهِرِكْ

لمْ تحظَ إلّا بانكسارِ محابِرِكْ 


لكنّهم بجهالةٍ لم يعرفوا

حبي كموجِ البحرِ لا يتوقفُ

أمّا الحنينُ ففي الجزيرةِ يعْصِفُ

والقلبُ فيها كالحمامةِ يرْجِفُ


أنّى ليَ الإفلاتُ منْ وهَجِ الجوى

والذكرياتُ تُطلُّ منْ لُجَجِ الهوى

في كلِّ زاويةٍ هنا كنا سوى

مَنْ كانَ يعْلَمُ باقترابكَ يا نوى


بينَ الزهورِ تراكِ عيني عابرةْ

نحوَ الطيورِ يراكِ قلبي سائرةْ

عند المساءِ معِ الكواكبَ ساهرةْ

ترنو إليكِ أيا ملاكي الساحرةْ


وعلى الرمالِ أراكِ أيضا ماشية

وبرغمِ تحذيري وخوفي حافيه

تتساءلينَ عن الزّواحِفَ ما هيَ

تلكَ الّتي زحفتْ وتلكَ الغافيه


فوقَ الربى مثلُ الْمها تتمايلينْ

وبدونِ أيَّةِ رهبَةٍ تتنقّلين

ويراكِ قلبي بَعْدها تتجوَّلينْ

وتواصلينْ السعيَ لا تتنازلينْ


أينَ الفرارُ ولوعتي لا تنضُبُ

أَلِقلبِ صبٍّ بعدَ ذلكَ مهْرَبُ

أينَ اللجوءُ وقدْ تداعى المغرِبُ

وَالشرقُ عارٍ والعروبةُ تنْدُبُ


أينَ الفرارُ وأينما أتواجدُ

قلبي المُتيَّمُ في الجزيرةِ واجِدُ

لِمَ لا وطيفُكِ معْ فؤادي عائدُ

وعلى المعالمَ في الجزيرةِ سائدُ

السَّفير د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق