الأحد، 7 يوليو 2024

زمن المحن للشاعر الهادي المثلوثي

 ..................... زمن المحن ......................

لا أحد يستطيع كيفما يشاء إيقاف مسيرة الزّمنِ

ولا يمكن لأي كان أن يعـيش كما يود بدون ثمنِ

والناس سواسية وقد يتباينون في أصل المعـدنِ

والبعض يبدو غريبا ويختلف عن الإنس والجنِّ


لكثرة ما فيه من لؤم ومساوئ واعوجاج وعفنِ

والبعض شديد الجهل ولا يجيد إلا ترتيب المحنِ

حتى أن بعض المفاسد قد باتت من أثرى المهنِ

والبعض يتغنى بالحرية وهو أغبى ذليل مرتهنِ


فلا تعتب على أهل الحمق وأسرى الذلة والجبنِ

وتراه يحلم بالكسب وهو في أرذل حالات الوهنِ

والناس يقاسون بحسن الأفعال والتفكير المتّزنِ

فلا تعتمد على من تعلق بالاتكال والشح والضنِّ


ولا تثق بمن يكثر الوعود ويتبع أساليب التلوّنِ

ولا يفي بعهد ولا يحيد أبدا عن التصيّد والتحيّنِ

لينقض على ما يريده بكل تلهف ومهارة وتفـنّنِ

وتجنب كل انتهازي وذلك الذي يتدثر بالتمسكنِ


ولا ترتهن إلى من يقـدمونك ويؤخرونك بلا إذن

فهذا الرهط من البشر يسلك نهج الدس والتمكّنِ

ولا ثقة في الكلام المجهول ولا بالحديث المعنعنِ

فمناهج الدجل والتحريف شملت كل معنى وشأنِ


واحذر معاشرة السفهاء فعسى تنجو من الألسنِ

واعلم أن المهالك باتت تـباع بالجرعات والوزنِ

وبمختلف أنواع الأقراص والحجم وشتى الحقنِ

فما أحوج الناس إلى عهـد أمان وازدهار وهُدَنِ


وما أشد الاحتياج إلى علم مأمون وفكر محصّنِ

لعلنا نستعيد نشوة الحياة وسلامة العـقل والبدنِ

في زمن لا تستطيع فيه النوم وأنت قرير الجفنِ

ولا تحلم أن تعيش مرتاحا من أي مكروه مزمنِ


ولك أن تدعو الله اتقاء ضرر كل مدجّن ومهجّنِ

ودعي من لا يرى أنه ممزق بين الشك والتيقّنِ

وغبي من يدعي أنه مدجج بما يكفي من الفطنِ

ليخوض غمار هذا الزمان بدافع سليم ومطـمئنِ


فلا حي ولا جماد لم تنله معاول التطوير المقننِ

وما نحصده يـزيد شدة الحيرة والتفكير المحزنِ

فما مآلنا والحياة تطـفح بالعفن والشجن والفتنِ

ويكابر من يظن أو يعتقد أننا نسير إلى الأحسنِ


إلا إذا كان الأمر من باب الأمنيات وحسن الظنِّ

ألا ترى أن الحياة قد عجت بأهلنا في كل موطنِ

والتأثيرات تهدم الحدود وتغزو أبعد بشر وركنِ

وحتى البيت الصغير فقد معاني الهدوء والسكنِ


وأغـلب الناس بات في حاجة إلى ترفيه ومُسكّنِ

فحالات الاكتئاب والإحباط وحالة التذمر والتغبّنِ

تنمو في كل مجتمع وجيل ولا تخفى عن الأعينِ

ولا شأن مؤتمن ومأمون في هذا الزمن الأرعنِ


فتأمل ما حولك ستجد ما يؤجج الشعور بالحزنِ

وما يبدو مطيحا بكل الشرائع والقوانين والسّننِ

وإذا أسرّك أمر فغيره يهـز راحة النفس والذهنِ

ولو كنت من أهل المبادئ وأقوى صابر ومؤمنِ

............. الهادي المثلوثي / تونس ...........


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق