الجمعة، 5 يوليو 2024

لست على مايرام للشاعر محمد كابي

 لست على ما يرام

لست على ما يرام 

هذا العالم حروب ، أمراض

كوارث وألغام

الكوكب ضاق درعا

بما فعله البشر 

وشمس الجمال يحجبها الغمام

لست على ما يرام

كذبا رياء تقولون أنتم بخير

في عصر يباد فيه الإنسان

تدوسه أحذية الجنود والأقدام

في عصر... الضحية مجرم

والقاتل بريء ولقائده

نياشين العار والوسام

كذبا تقولون أنتم بخير

في زمن تُعْبَدُ دون الرب الأصنام

في فضاء سمموه بالأوبئة

ساد فيه القتل والبطش

أصبح السلاح هو الإمام

ضاع فيه الأمل والعنوان

شنقت على بوابة الكره الأنغام

لست على مايرام

وراء الكواليس يصنع عالم

على مقاس الطغاة 

تحكمه المسيرات و الأزلام

يصادر فيه الماء والقمح والطعام

ينهشه جذري الطمع 

يستوطنه الجذام

تتسيد الآلة العلوم الجديدة

تستأصل إنسانية الخلق

تغرس الفتن والمقالب في العقول

يُشعل نارها الجهل الهَدّام

 لست على ما يرام

تعيش كلاب المترفين

قطط الأغنياء في النعيم

وشعوب بأكملها 

هلكها الجوع والصيام

في السيرك الدولي

نلعب دور الكومبارس 

حين أوقدوا سعير الصراع

بين الطوائف.. رسموا حدود النار

صفقوا للمهزلة كي لا يعم السلام

زرعوا شرائح التجسس

في الفضاء في كل ركن من البيوت

لم يسلم منهم حتى السرير والحمّام

قتلوا الخصوبة فينا

نشروا التفاهة والخرافة

عمدا في البلدان الضعيفة

غيبوا أحرار العلماء اغتيالا

كسروا شوكة الغضب والأقلام

لمَّا ارتمى الرعاة رُكّعا

في حضن الذئاب ونفقت الأغنام

فصرنا بعد عِزّ نلوك أمجاد الماضي

تُدغدغ عقولنا الأوهام

لست على ما يرام

صدقني يا وطني  بخير

تباع بلدان بشعوبها

أرض بجبالها بربوعها

للأبناك الدولية

دروبها أحياؤها 

يسبح فيها العطش والظلام

قلوب بالقسوة التحفت

آلاف الشهداء ضحايا المذاهب

والمآرب والمناصب

بالرب التحقت وتحت الأنقاض

دفنت

فمات الحب كمدا وانتحر الغرام

حتى الطبيعة لم تنج من مكرهم

لما استفحل الإجرام

جنود يقاتلون عُزّلا

نصيبهم من المعارك 

مشاهد الدماء تلاحقهم 

نصيب زعمائهم جزية

يجود بها العملاء الكرام

لست على ما يرام

التاريخ كذبة الحضارة خرافة

لا مكان للعدل للأمن

لامكان للديقراطية الحقة

تحتمي بها من الرياح الخيام

يرجم الشيطان بحجارة صينية

يرحل الحجيج 

ويبقى الشيطان الوهم في مكانه

تخلده للشر الأعوام

لست يا وطني على مايرام

الكل شارك في هذا المشهد الدموي

منذ بداية التكوين:

الصامتون ، المرابون

تجار السلاح ، العرابون

أباطرة السياسة والانتهازيون

لاغتيال الحب والكرامة 

لاستئصال غضب الإنسان

حين تموت بداخله الأحلام

لست على مايرام

فاشهد أيها الكون الجحيم 

المجنون ، الموحش

أن خرابك قادم لا محالة

مؤامرة المليار الذهبي 

قاعدة تشهد بها الأرقام

الإنسان الضعيف

متواه الإبادة

فهل يستفيق من غيبوبة 

الجهل الجبناء والنوام

لست على مايرام

نظام الوحشية والسفك 

شريعة الغاب والقوي هو النظام.

       محمد كابي 

الجديدة في : 02/07/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق