الخميس، 25 يوليو 2024

ق.ق بعث للشاعر جمال الصلاحات

 بعث


منذ أن افترقنا لم أراها...

في ذلك اليوم، ظهره الذي تميز بحرارة عاليه، وأنا أقطع الشارع لأصل إلى الجهة المقابله...! رأيتها.

لم تتغير أبدا، بل زاد وجهها جمالا، رغم مسحة الحزن التي كسته. كم رغبت أن أتصل بها مرارا، لكنها قطعت علي كل وسائل الاتصال، كم وددت أن أخبرها بأني أضعت روحي وقلبي يوم ذهبت وأغلقت الباب... كم وددت لو ارمي نفسي الان بين يديها علها تغفر لي وتسامحني.

فجأة التفتت إلي، رأتني واقفا ككوز ذرة بقي معلقا على عمود النبتة بلا أوراق ينتظر الشمس تجفف عروقه ليسقط ويتعفن في باطن الأرض، جفت الخدود، ونحل ااعود، ولم يعد يهتم لمظهره أو لباسه.. شعرت بدفء نظرتها، أحسست أنها شعرت بما عانيت وبالمرار الذي تجرعته في غيابها... رفعت يدها ببطئ، وحركتها في الهواء، يا ألله إنها تحييني، رفعت يدي لأتأكد... نعم نعم، إنها تؤشر لي... ثم ابتسمت، بعينيها، بشفتيها ،بروحها.... آه لو تعلمين ما فعلت هذه الابتسامه...

لم اتمالك نفسي أكثر، اخترقت الحشد الذي كان يقطع الشارع، ركضت كأني بطل جري في الأولمبياد ولم يبق عليه سوى قطع الشريط ليفوز بحياته من جديد..

وقفت أمامها، تائه النظرات، متلعثم اللسان، مشلول الأطراف، فهمت هي ارتباكي، وعرفت دائي وتعلم انها دوائي... اقتربت ثم ألقت نفسها في حضني... ضمتني وانا في دهشة كاملة، وهمست بصوتها الذي ما زال في أذني... اشتقت لك.

كل شيء بات ينبض بالحياة، المناظر حولي عكست كل الوان الفرح، وجوه الناس أصبحت جميله، السيارات باتت مشرقه كما كل ما في الشارع.... لقد عادت وعادت لي الحياة.... ونبض قلبي.


جمال الصلاحات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق