لحظات بلا أثر
محمد حسام الدين دويدري
_______________
لقيتها في واحة ظليلة
تصطاف في ترنيمة جميلة
فهزني في شجوها حنان
إلى سطور عذبة أصيلة
وذكريات أغرقت صِبانا
ولم تزل في أرضنا خميلة
رمقتها بنظرة أمني
دمي بوجد يشتهي الوصولا
تراشقت من لحظها سهامٌ
وأسكرتني بسمة صقيلة
فرحت أدنو نحوها بصمت
وقد عرتني نسمة عليلة
رشقتها بنظرة أثارت
شجونها فزدتها فضولا
فغمّّست بشوقها شفاهاً
وغمّست رموشها الطويلة
ورشرشت بعطرها جراحي
حتى نسيت جرحنا الهزيلا
وما مضى من أدمعٍ ترامت
على الأكف تغسل الأصيلا
فرُحتُ أعدو نحوها كمهرٍ
غزا الحقول يتقن الصهيلا
مضيت أشدو دونما عقال
وكم جلست قربها خجولا
وجدّلت من شوقها حبالاً
لعلها تصيدني قليلاً
لكنني بدوت في مُناها
غرّاً تلهي يكثر المقيلا
حتى مضت في شوقها تمني
زمانها بهمسة نبيلة
وخلفتني أشتكي زماني
وقد أضعت فرصتي الجميلة
* * *
دنوت منها فاتحاً ذراعي
فأقبلت... وأدبرت ذهولا
تقاطرت دموعها، ففاضت
وأطرقت برأسها قليلا
تسمّرت..، تذكرت جراحاً
وزادها لهاثها نحولا
كأنها تزيدني عتاباً
لما مضى وتنثني نكولا
يصدّها عتابها فتمضي
لتزدري بشاشتي خجولى
دنوت منها لامساً يديها
وفي فوادي أصطلي صليلا
وشدني وثاقها فراحت
تزيدني بصبرها قبولا
طلبت منها صفحها فقالت:
نسيت كلّ أدمعي النهولى
فقلتُ عدت أبنغي حناناً
يعود بي إلى الرؤى الأصيلة
نسيت كلّ حسرة تلظت
بصدرنا؛ فأصبحت طلولا
فجئت لا ألوم غير نفسي
على زمان عافني هزيلا
وهكذا على التقى مضينا
نعيش عمراً طاهراً جميلا
نعاهد الضياء والأماني
ونجتبي بصبرنا الهطولا
نطير في الصباح حيث نسعى
لكي نصون عشنا الجميلا
نسبح الرحيم في أمانٍ
يغيثنا فنعبر الفصولا
...............
حلب 1982
من مجموعة: قصة الملف رقم 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق