الأربعاء، 31 يوليو 2024

جميلة ياسيدة الأربعين للشاعر إبراهيم رحمة

 جميلةٌ ياسيِّدةَ الأربعين ..

فالحقلُ أبلغُ وأبهى،

  إذا ما أيّنَع الرُّمان والتِّين ..

والصيدُ أثمنُ عندما تخرجُ فراخُ القطا،

والبلابلُ والحساسين ..

والحبُّ  يثورُ ويتمرَّدُ على أعرافِ العوسَجِ والقوانين ..

والكنوزُ في محرابكِ تتموَّهُ بطلاسمٍ  كمعابدِ الفراعين ..

والحضاراتُ في جسدكِ تبلوَّرت،

 وتجوهَّرت،

 تنتظرُ الفاتحَ و المُحرِّرين ..

في غماراتِ وغزوَّاتِ اللِّبلابِ وعناقاتِ اليَّاسمين ..

وفي عربدةِ الغيومِ، 

على مشارفِ ثوبكِ الهفهافِ تتمرَّدين ..

وفي غفلةٍ من الزَّمنِ، تجثو في مُقلتيكِ 

مساراتُ نجومٍ وليلٌ وقمرين ..

أيَّا أيقونةَ الأربعين ..

يا درَّةَ الوصبِ والعبراتِ والحنين ..

أخبرينا بالله عليكِ،

كيف أختزلتِ في جمالكِ كلَّ نساءِ اللَّيلكِ ؟

وأنتِ بعدُ لم تكبُرين ..

وكيف بلغتِ من العمرِ أربَعينكِ ؟

والعمرُ في مدارِ عينيكِ تَسمَّرَ عندَ العشرين ..

وأنا في آخرِ مرَّةٍ زرتُ معبدكِ من ألفِ قُبلةٍ وخمسين ..

كنتِ ترتدينَ ثوبَ الطُّفولةِ في أوَّلِ الرَّبيعِ،

فكيفَ أطلقتِ من آخرهِ ؟ 

آلافَ النَّراجسِ والثَّعابين ..

للهِ درَّكِ أربعينيَّةَ الهوى،

 وثلاثينيَّةَ الجوى، 

وعشرينيَّةَ النَّوى، 

عندكِ ضاعَ التَّقويمُ والتَّأريخُ،،

ياأزليَّةَ الخلقِ والتَّكوين ..

إبراهيم رحمة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق