الاثنين، 29 يوليو 2024

همسة تنهيدة للشاعر الحسين صبري

 همسة تنهيدة


كم نحن مُتشابهان

أنا وقِطْعة الإسْفَنج

على المَشْرب 

هي تَتجرَّعُ بِنهم

كأسك المسكوب

أنا أحتسي وحيدًا

نخبًا من وجعٍ وألم

وكِلانا يثمل

في صـمـت


كالرصاصة والقلم

كلاهما قاتل ومقتول

هي تُحدث صوت

الهَدَفُ حتفها

هو وإن أحدث

صريرًا وزوبعة

لكنه يذوب كالشمعة

حتى الموت


بلادي كأرض 

العجائب

كل يوم

تكتشف فيها

شيئًا جديدًا

تخال نفسك 

إلى الأمام سَائِرًا

وإذ بك 

للوراء كثيرًا

قد رجـعـت


لا شيء هُنا أجمل

من العُزْلة والوحدة

فتقرأ مع التأمل

صفحات كِتابك

تكتشف حقيقة

كُل وجهٍ رأيت

لِيخبر قلبك عقلك

الآن ما بين 

سطورها فهمت

فتعود بِالذكرى

إلى الخلف

وتسرد لروحك قصصًا

مُفادُها بِأنك ندمت


أنا وقِصة حبي الفاشلة

كلانا سرقنا الوقت

هي لم تذبل 

وأنا بِالدمعِ 

جذورها سقيت

لكنها لم تثمر 

وما تبقى من أزهارها

بعثرها الخريف

أكلها الفِراق والبُعد

فالبرغم من أنف النهاية

لا زلتُ اسردها مع نفسي

وكأني الآن بِالتحديد بدأت


أنا في وطني 

حُكومتان

وثلاثتنا فشلة

أنا أضغط بِالإبهام

على الجُرْح

وهما يَزِدْنَ في

وسع الشَّرْخ

فصار عكس ما تمنيت

بات الوطن مقسومًا

لكني لم أفعل شيئًا

سِوى على 

سَجَّادة بيضاء صليت

رفعتُ يدايَ عاليًا

وبِصوتٍ جهوريّ دعوت

أن لا يفوتنا الفوت

نلم شملنا 

نواكب من حولنا

فالوطن يجمعنا 

وهو أُمّنا

وبين أحضانه 

ترعرعت

بدونه أنا 

لا أساوي شيئًا 

ولا أنتما ولا هم

ولا هنَّ ولا حتى أنـت

🖊الحسين صبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق