الاثنين، 8 يوليو 2024

حكاية الأديب الشاعر للدكتور أسامه مصاروه

 حكايةُ الأديبٍ الشّاعر


سكنَ الأديبُ بلا صديقٍ أو رفيقْ

في غرفةٍ كَمغارةٍ تحتَ الطريقْ

لا النورُ يدخُلُها نهارًا أو بريقْ

حتى أحسَّ كأنَّهُ فيها غريقْ


فقرٌ يلازمُهُ ولا يتَذمَّرُ

قهرٌ يلاحقُهُ ولا يتأثَّرُ

جوعٌ يُسَهِّدُهُ ولا يتَضَوَّرُ

برْدٌ يُجمِّدُهُ ولا يتَقَشْعَرُ


فأديبُنا رُغمَ المآسي صابرُ

وَعلى المظالمَ دونَ خوفٍ ثائرُ

وَكَما المحيطِ إذا استكانَ فشاعرُ

وإذا استشاطَ فهائِجٌ أوْ هادِرُ


وأديبُنا ضدَّ النظامِ يُصارِعُ

وبِجرْأةٍ جُنْدَ الظَّلامِ يقارِعُ

وبِفكْرِهِ الحرِّ الجريءِ يدافِعُ

عنْ كلِّ مظلومٍ ولا يتراجَعُ


وأديبُنا عَرِفَ النِضالَ ولمْ يزلْ

لمْ يعرِفِ الخوفَ المَقيتَ مِنَ الأزلْ

عشقَ البراءَةَ والمحبَّةَ والغزلْ

كرِهَ النفاقَ لحاكمٍ بالمُخْتَزَلْ


في شعرِهِ كمْ قاوَمَ المُتَصَهْيِنا

ذاكَ المليكَ الْمُقْرِفَ المُتَعَفِّنا

ذاكَ الأميرَ الْمُنْتِنَ المُتَحَيْوِنا

ذاكَ الزعيمَ الفاسدَ المُتَخَرْفِنا


لمْ يعشقِ العيشَ الرغيدَ إذا ركعْ

أو للجوائزَ والمعاشِ إذا خضعْ

رُغمَ المشقّةِ لمْ يهُنْ ولمْ يقعْ

عبدًا لقاهرِ شعبِهِ مهما دفعْ


كمْ شهَّرتْ أشعارُهُ بشرورهمْ

بقبيحِ ما عمِلوا وسوءِ حضورِهمْ

كمْ حاولوا إدخالَهُ لِقُصورِهم

كمْ حاولوا إذْلالَهُ لِقُصورِهمْ


ما كانَ شاعرُنا خَصيًّا أو نديمْ

ما كانَ ينْهلُ منْ نِعَمِ الزعيمْ

أوْ يسْتظلُّ بظلِّ شيطانٍ رجيمْ

بلْ كانَ مُلْتزِمًا وحُرًّا مستقيمْ


في ليلَةٍ عصفتْ بسكانِ القُبورْ

خرجتْ ثعابينُ الظلامِ مِنَ الجُحورْ

وبدونِ إحساسٍ بذنبٍ أوْ شُعورْ

فتكتْ بشاعرِنا ومزّقَتِ السُطورْ

 السفير د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق