الأربعاء، 10 يوليو 2024

التترية للشاعر محي الدين الحريري

 في منتجع بامبوروفو في جبال /رودوبا/في بلغاريا

في حديقة النزل المتصلة بالغابة .التقيت بها تترية من الاتحاد السوفييتي آنذاك .

   كان اسمها ( سلطانـة ) لقبتها بـ


 الــتـتـريـــة


في قَلبي لها أجملُ  الذّكريات ...

     وفي فِكري غَفت لها أجملُ الـصور

في لـيلِ الظلامِ تَـخبو الرؤىٰ...

    إلّا من  شعاعٍ   يتسربُ  من  قـمـــر

يُهَدهد وجناتٍ من استَبرق...

   وشـعـرٌ أسودَ فاحمٌ  فاضحٌ  للـنظــر

وحيدةٌ جَلست تعانقُ الظلامِ...

    كـتـمثالٍ بـديـعَ الصنـعِ مـن  حَجـــر

تحملقُ في السماءِ ولستُ أدري...                 أتـتـلو عَـليـها قَـصائداً مـن  شّــعــر 

أم انّها تتغزلُ بقمرٍ وحيد سمائة..

   كَـمــا هــي ..وحـيـدةٌ بـيــن الــبَشـر

أم انّها تبكي حَبيباً لها أضاعتهُ...

    أم أنـها تَستجدي حَبيبا مـن الـقَــدر

فكنتُ أنا..دنوتُ وسلمتُ فَردت...

    محـملـقـةً فيمـن أكـونُ  في حَــــذر       

قـلتُ لها أنا مثلكِ سئمتُ الّلهـو ..

   والرقـصَ الماجن فهربتُ من ضَجــر

جلستُ وتلاقت عُديوننا وكأني .. 

  أعـرفُهـا  وتـعرفُني  مـن  أزل الـدَّهـر

قلتُ ما أنتِ فقالت ما أنتَ قلت.. 

    أنا حُبُّك المقدر أنا الشّوقُ ..المُنتظر   

فدبَّ العناقُ بَيننا كأنّـا حبيبينِ ...

  إلـتقيـا عرَضاً بـعـدَ  طـول ..  هَـجــر

          *           *          *

بضعٌ من الأيامٍ  وحانَ  رَحيلُها ..

    قالَت غَيرَ الوداعِ مني ماذا  تَنتـظـر

قلت ُ أعدكِ أني سابحثُ عَنك  

         فَقبلتني ضاحكةً وقالت...

    قَبلني للوداع وهمست كذاب ..أشر


                       محي الدين الحريري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق