الثلاثاء، 16 يوليو 2024

صروف الميزان للشاعر عبد الواحد الكتاني

 .     << صُرُوفُ المِيزَانِ >> 

رَكِبْتُ الَّليْلَ كُرْهاً لَا عُسْراً 

أَتَمَعَّنُ الْكَوْنَ فَوْقَ صَهْوَةِ الْإِيمَان  

كَمْ أَطْفَأْتُ مِنْ شَمْعِ النُّجُومِ 

عَبَثاً دُونَ أَنْ أَتْرُكَ بَصْمَةَ الْبَنَان

 مَهْمَا زَادَ لَوْنَ الْحِبْرِ سَوَاد 

فَمَحْبَرَتِي زَرْقَا حَوَّرَتْهَا أزْمَان 

فَلَا أَنَا الشِّعْرُ وَلَا الشِّعْرُ أَنَا رَاسِمُه

وَلَوْحَاتُ طُفُولَتِي صُوَّرٌ خَانَتْهَا الْأَلْوَان 

إنْ كَانَ إِيقَاعُ عَزْفِ الْحُرُوفِ نَغَم 

فَعُذْراً يَا نَاقُوسَ ابْنَ عَمَّان 

كَمْ مِنْ غَرِيبٍ صَارَ ابْنَ الدَّارِ 

وَكَمْ مِنْ قَرِيبٍ نَسِيَ وَصِيَّة الْجِيرَان 

حَاوَلْتُ وَزْنَ أَصْحَابِي وَالْإِخْوَان

فَخَيَّبَتْنِي أَكَلَةُ صُرُوفِ الْمِيزَان 

أنَا عَاشِقُ حُسْنِ زُخْرُفِ الْقَوْلِ 

وَالقَوَافِي مُلْهِمَتِي مَجْنُونُهَا أَنَا الْوَلْهَان  

كَثُرَتِ الْمُفْرَدَاتُ وَتَنَوَّعَتِ الْمَعَانِي 

وَمِثْلُكِ ياعَرَبُ مَا وَلَدَتْ بِنْتُ الشَّفَتَان 

قَدْ يَكُونُ هَمْسِي تَطَاوُلُ بَخِيلٍ

وَمَتَى كَانَ لِيَدِ البُخْلِ طُولٌ بِهِ تُدَان 

فَيَا لِسَانَ إقْرَأْ كُنْ بِي رَحِيماً 

لَا شَامِتاً فَعِشْقِي لَكَ الْيَوْمَ نَوْعَان

أوَّلُهُ بِدَائِيّ سَامِيّ مُوَرَّث  

وثَانِيهِ مَشْدُوهُ هَوَى نَقَصَهُ الدَّوَّان .

/عبدالواحد الكتاني .  ( 2024/07/14 ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق