الجمعة، 5 يوليو 2024

الأمل في حضرة النهاية للكاتبة منال مرعي

 بقلمي

نص نثري بعنوان 


الأمل في حَضرة النهاية


كان مُثقل القدَمين وخُطواته تتأرجَح ليسَت ثابتة لكن رغم ذلك كانَ مليء بالظن اي يظن أن الأمل سيفتح له البابَ مُجدداً وما زال ينتظر ان يفتح له الباب هو يَقرع وينتَظر لا خيار أمامه من الممكن ان يكون قد تأخر لكن عادَ مُجدداً والأمل بين يديه يُصارع البَقاء وبدأ يعتذر لنفسه هنا ويُكرر الأسف امام نفسه لانه كان عليهِ أن لا يَذهَب وذَهبَ نعم لأن الباب كان مفتوحاً و في بَصيرتهِ المحدودة ظَنَّهُ مُقفلاً  وهنا كانَ ينتَظرَه في الداخِل يستقبلَه هوَ بيتهُ  لكن هوَ هنا كضيف لأن الامل ما زال شعارا بالنسبة لهُ وهنا يَجد نفسه بين متاهات الفَراغ لكن حتى الفراغ لم يَجد لهُ أثراً وكانَ الفراغ تملؤه الفوضى ومن شدة الحُزن ظنَّ انهُ هنا ولكن ليسَ هُنا لَم يَعثر على ملامحَهُ بعد لم يعد يوقظهُ مُنبه الأمل من غفلته الشارِدة وهذا تعبيرٌ عن تناثر اجزاءه بينَ الممرات ولم تعد مجتمعة  وسأل نفسه لماذا الأمل اذاً مع كل هذا الإنكسار ويُكرر الاعتذار لنفسِه مرةً أخرى وهنا الامل افسح لهُ الطريق قال لهُ اذا اردت الخروج هيا اخرج وعانقتهُ احلامه هُنا في الممر  بين الغرفة والغرفة المقابلة ظناً منها انهُ قد تغيَّر وكانَ التغيُّر بالنسبة له أن يَختار طريقة موته بعناية تامة وهنا بَدأ بسيناريو الموت نعم يُعيد ترتيب الكلمات بما يتناسب مع نهايتهِ

لا يفعل شيء ولكن سوفَ يَفعل كل شيء كما لو أن النهاية بعيدة وليست بقريبة ونَظر في المرآة هل تغيرت ملامحه في حَضرة النهاية ومِن ثمَّ نَظرَ في ساعتهِ وسأل نفسهُ هل مضى الكثيرٍ منَ الوقت لعلي اجد بضعاً من الوقت لأنسلخ عن نفسي تحت الماء الساخن وأبدِلَ ملابسي وأنسى من أنا ومَن أكون وبدأ بعد ذلك بالتزين كما لو أنها بداية النهاية نعم لأن تدوين اليوميات عنده بحاجةٍ إلى زينة مختلفة ونَظر في ساعته مراراً وتكراراً خوفاً منه أن يمضي إلى النهاية فارغاً ثم قال في نفسِه أنا ما زلتُ حيا اذا عليَّ أن أبدأ لعلي اجد نهاية مرضية للحكاية القاسِية ولكن ما زاد من دهشته ان الأحرف رمادية تساءَل لماذا بلى لون هكذا وتحيط بها الهواجِس كما لو أن احداً معي ولكن ليس هنالك أحد وأرادَ بعد ذلِك ان يَستريح على سريره لكنَّه خاف من الحُلم أن يوقظهُ ونهضَ والقى بالأوراق في سلة المُهملات نعم ظنَّها غفلة ثم صفعتهُ الدهشة على وجهه أن هذهِ هي بداية النهاية ..


الكاتبة منال مرعي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق