الجمعة، 30 أغسطس 2024

مرآة الزمن للاديبة سعدية عادل

 [[[[مرآة الزمن]]]]

أمام مرآتي وقفت،  

أتأمل في تجاعيد الزمن،  

أبحث عن وجه عرفته يومًا،  

قبل أن تلتهمه علامات خريف العمر،  

وتسافر ذاكرة عجوز عبر الأفق.

في عيون المرآة،  

رأيت شبحًا يشبهني،  

يحمل بين يديه فتات أحلام 

وأوراق خريف سقطت دون صوت.

تنهيدة طويلة،  

همست بها للزمن،  

هل أنا ما أراه في وجه المرآة،  

أم أن الذات الحقيقية تختبئ بين التجاعيد؟

هل هذا ما بقي مني،  

أم أنني ما زلت أبحث عن نفسي  

بين ضباب الذكريات المتساقطة  

في كل لحظة عابرة،  

وفي طيات الروح المرهقة؟

هل أنا انعكاس في مرآة الزمن،  

أم مجرد ذكرى تائهة  

تحاول الهروب من قبضة النسيان؟

يا ذاكرة عجوز،  

أين اختبأت؟  

هل تركتني على عتبات أطياف النسيان،  

تخفي خلفها تفاصيل الأيام،  

وتنسى في خيوط العمر  

أحلامًا ظلت تائهة  

في متاهات الزمن؟

لكن، في أعماقها،  

لا زال هناك صوت خافت،  

ينادي من أعماق النسيان،  

يبحث عن الذات الضائعة  

وسط ضباب العمر.

يمضي في رحلة حنين  

بين ذكريات تشحب بمرور الوقت،  

وفي كل لحظة،  

أجد نفسي تارةً في انعكاس المرآة،  

وتارةً في قلب النسيان.

أبتسم في صمت،  

كلما عادت بي الذاكرة  

إلى ذاك الوجه الذي نسيت،  

أنه كان يومًا ملكي.

سعدية.عادل 

29/08/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق