نزوة حروف
مالت الحروف انحرفتْ بوصلَتُها
فطهّرتِ الشّمسُ الاتجاهاتِ
أحرقتْ وجهةَ الأقنعةِ
تغلغَلَتْ داخلَ الذّاتِ
وجدَتْ نفسَها
عادتْ تستفقِدُ المعاني
في خزينٍ اتَّسعَ للأحلامِ
فتراقصتِ الحروفُ الأجنَّةُ
على أشرعةِ قدموسَ.
أينَ أمسى نورُها اليومَ ؟
كم غرَّرَتِ الحروفُ بالحقيقةِ
كم وأدَتْ أصواتَ الفقراء
كم زوّرت التاريخَ!!!
ها هي تمطرُ
مطرا سابقَ دمعَ الثّكالى
حروفٌ كُتِبَتْ في قصيدٍ
عن مشاةٍ حفاةٍ
استعبدَتْهُم سلاسلُ الانجذاب
فهبطوا إلى دركاتِ الجحيم
أينَ وهجُ الحروفِ ليذيبَ السَّلاسِلَ؟
هي نزوة
اقتَلعَتْ منَ البحورِ
لآلئ الكلماتِ
فتصحّرتِ البلدان!!
أينَ الحروفُ المنصهرةُ
في تماثيلِ العظماء
الحروف تخلَّتْ عن وطنِها النّور
وفي نزعةِ طيش
انطفأتْ بيدِها المشاعلُ.
سامية خليفة/ لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق