الجمعة، 16 أغسطس 2024

الصديق للشاعر أ. مصطفى بن سعد لعيمش

 الصَّديقُ:

إجعلوا إخواني لهـذا العنوان خير بريقِ

فهو في الصِّلة أحيانًا أكـثر مـن الشَّقيقِ

واصنعوا مـنه أحسن عطرٍ وأعـزَّ رحيقِ

وفي الجسم هو لك للزَّفير كـما للشَّه‍يقِ

ويبقى معك في الحياة كالنَّبض والرِّيقِ

حافظ عليه كالشَّاي المنعنعِ في الإبريقِ 

وليكن لك للأنسِ والتَّذكيرِ وكلِّ تنسيقِ

وإن أخطأ مـرَّة تذكَّر خصائله بالتَّحقيقِ

لا تتركوه فـقط للحـاجة أو عـند الضِّيقِ

أو كمسعفٍ فقط عـند الغـرقِ أو الحريقِ

وإلَّا نكـن قـد ظلمنا الصَّديقَ بكلِّ تلفيقِ

وإن لم نصبر لبعضنا ما كونَّا هذا الفريقِ

فكـم نخـسر صـديقًا عـبر طـول الطَّريقِ

إن انتظرناه حين الضِّيقِ فكلٌّ في ضيقِ

وقد نندم عن سوءِ فهمٍ أو عـدمِ تدقيقِ

ولا يلزمـنا الطَّعنَ فـيه بـأيِّ كـلام مبـيقِ

ومن يفعل ذلك أرى في قلبه كـلَّ ضـيقِ

ولم يكن أصلًا ليكون أهلًا لذاك الصَّديقِ

عـارٌ عليـنا أن يُمـحَ من قاموس التَّوثيقِ

وما كان لنا ذلك إلَّا من الَّله كـلّ التَّوفيقِ

هذا كلُّ ما أردته عن الصَّديقِ من تعلـيقِ

أ. مصطفى بن سعد لعيمش،

وهران: 2024.07.12، ضُحًى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق