الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

الهجرة إلى القصيدة للدكتور محمد حسام الدين دويدري

 الهجرة إلى القصيدة

محمد حسام الدين دويدري

__________

رشَقَتْ بنظرتها العنيدةْ

كالسهم. وانطلقت بعيدة

تزجي انشغالاً بانشغالٍ جامحٍ يكسو شرودَهْ

وتبسّمت تبدي دلالاً

ثمّ أومت لي تدندن كالغريدةْ

قلت: اعذريني إنْ مضيت إلى الخيال

فإنّني أجني ورودَهْ

لأصوغ من ضوع الأماني بعض أفكاري العتيدة

لا تستثيري حزنيَ المسفوح في صدر الجريدة

ماعدت أحتمل الهموم وعصفهَا  كي أستزيده

إني أحلّق في الخيال مسافراً

أطوي حدوده

فعلى تراب  حقوله

مازلت أبحث عن قصيدةْ

تختال بين جوانحي 

تزهو بقافية جديدةْ

تسمو بسطر مستفيض بالهوى

يُزكي وعوده

علّي أعطّر عالماً 

في القهر قد أرسى صدوده

مازال يفرض شرعة الغاب

ويترعنا صديدَه

ويصبّ في نهر الأماني السائغات لنا جحودَه

حتى يشوّه سعينا نحو المساحات السعيدةْ

كأننا بتنا وحوشاُ

سعيها يضني  رصيده

لا يبتغي كسب الثواب

وهمه يجني نقوده

ماعاد من أخلاقه الغرّاء أن يرعى عهوده

فالحبّ بات نذير ضعفٍ

والحنان رؤىً مَريدة

بل والعواطف لم تعد في عصرنا  القاسي مفيدة

وهكذا أصبحت أشعر أنّ أفراحي طريدة

أسعى إليها في الخيال مسافراً

بخُطاً وئيدة

مستنفراً عزم الحروف

مهاجراً نحو القصيدة

..........

٢١  / ٨ / ٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق