الأربعاء، 7 أغسطس 2024

اعترافات للشاعر وليد الأصفر

 قصيدة بقلم زوجي وليد الأصفر

بعنوان اعترافات

............................................

( والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى *  وللآخرة خير لك من الأولى* ولسوف يعطيك ربك فترضى) 

يا كلَّ قضاةِ الأرضِ المحترمينْ 

إنّي أعترفُ بأنّي قدْ جدّفتُ على قيمٍ شتّى

وقطعتُ الميرةَ عنْ سكانِ الصينْ

وسرقتُ على عمدٍ أكفانَ الصابئةِ الموتى

منْ فوقِ سطوحِ بيوتِ الصمتِ ٠٠ ومزّقتُ الصمتا

وشتمتُ جميعَ العرّافينْ

 ونتفتُ لحى الكهّانِ .. أكلتُ القربانَ المنذورَ .. وأهرقتُ الزيتا 

وقتلتُ رجالَ الدينْ

...................................

يا كلَّ قضاةِ الأرضِ معاً منْ أقصى الشرقِ لأقصى الغربْ

أعترفُ بأنّي منذُ انحسرَ الغمرُ على جبلِ الجودي

أمضيتُ العمرَ بلا كللٍ ما بينَ نزولٍ وصعودِ

أبحثُ عنْ كنزٍ مرصودِ

يحوي أكداساً منْ كلماتٍ يعبقُ فيها الحبْ

أعترفُ الآنَ بأنّي بعثرتُ جهودي 

وبأنَّ شقيقيَ يوسفَ حتى الآنَ حبيسٌ في أعماقِ الجبْ

وبأنيَ لمْ أرسلْ أحداً يستخرجُ يونسَ منْ أشداقِ الحوتِ

وبأنَّ الشهمَ نقيَّ القلبْ 

ما زالَ رهينَ السجنِ ومتّهماً بالذنبْ 

.........................

يا كلَّ قضاةِ العالمِ في محكمةِ العدلِ الدوليةْ 

أعترفُ بأنّي  قدْ أنهكتُ جواديَ أقطعُ صحراءَ الدهناءْ

بحثاً عنْ مدنٍ منسيةْ

لا يوضعُ فيها سعرٌ للأشياءْ

لا تأكلُ فيها امرأةٌ بالأثداءْ 

لا يُعبدُ فيها الله بزخرفةِ المحرابِ ولا مدحِ الشعراءْ

والبسمةُ فيها إذنُ مرورٍ وهويةْ

مازلتُ أفتّشُ .. لكنّي أشرفتُ على الإعياءْ 

..................

يا كلَّ قضاةِ الأرضِ الواقعةِ بينَ القطبينْ

أعترفُ بأنّي قدْ قوّمتُ النهرَ الأعوجَ بالكفينْ

وحشرتُ الجملَ بسُمِّ الإبرةِ وأنا معصوبُ العينينْ

وشربتُ البحرَ الميّتَ عبّاً بالشفتينْ

وبنيتُ الهرمَ الأكبرَ في يومينْ

وهدمتُ بعودِ خلالٍ كلَّ جدارِ الصينْ

لكني مجبوباً كنتُ فغازلتُ بصوتي العنقاءَ على أمواجِ اللاسلكي

وهتفتُ بها كيْ لا تبكي 

هزي بيديكِ جذوعَ النخلِ يساقطْ شوكاً وحراذينْ

فأتتْ منْ بعدِ قرونٍ لا تحصى بسؤالٍ وجوابينْ :

ما معنى الماءْ؟ 

_ هوَ معنى الماءْ !

_ لاريبَ بأنَّ الماءَ يدلُّ عليهِ الماءْ !!

الحقَّ أقولُ لكمْ إنّي أذنبتُ .. 

فربُّ العزّةِ علّمَ آدمَ منْ قِدمٍ كلَّ الأسماءْ

...................

يا أهلَ الفضلِ أغيثوني 

لا أجدُ ملاذاً يؤويني 

لا رحمةَ في أنيابِ الجلادِ الزرقِ 

والقاضي يقذفُ قطعةَ نقدٍ للأعلى

ليميّزَ وجهَ الباطلِ منٌ وجهِ الحقِّ

سينفذُ بي حكمُ الإعدامِ.. أبيحَ دمي

لا شنقاً حتى الموتِ ولا حتى بالسكّينِ

بل بالشيخوخةِ والهرمِ

يا أهلَ الفضلِ أغيثوني 

لا أفظعَ منْ موتٍ يحتلُ المرءَ على مهلٍ شبراً شبرا

ويحيلُ ملابسهُ قبرا

قبلَ العدمِ 

يا أهلَ الفضلِ أغيثوني

..................................................

الشاعر وليد الأصفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق