الأربعاء، 21 أغسطس 2024

ظلال الماضي للشاعرة رفيعة الخزناجي

 ظلال الماضي


" ‏دعي كل شيء يذهب ، يرحل ،  يحدث ، فليس هناك شيء ، في هذا العالم ، ينتمي إليك إلى الأبد ؛ كل ما تمتلكينه هو نفسك فقط .... حتى نفسك هي ليست ملكك ... ثقي بي يا ابنتي ولا تترددي أبدا في اتخاذ قرارك ، مصيري هو أكيد ذلك القرار وصعب عليك اتخاذه أعرف ذلك جيدا ولكن لا بد من ذلك فبتر الرجل أحيانا أصوب من تركها ... " 

كانت تلك كلمات أمي ، أذكرها حرفيا وكأنها الآن تقولها ، نعم كان ذلك القرار بمثابة خروج الروح من الجسد ولكن الظروف كانت جد صعبة ولا حل لنا في الأفق ، كل التدخلات باءت بالفشل والهوة اتسعت بينا ولا مجال للتفاهم  أبدا ...

نمت ليلتي تلك أذكر كل ما كان بيننا من جمال بعلاقتنا ، كل شيء مررنا به وكيف قهرنا كل الصعوبات التي اعترضتنا وكيف انتصرنا على كل عدو وحاسد وأتممنا ما بدأناه بكل حب 

تذكرت أمسياتنا وأمنياتنا ، سفرنا ومتعتنا  وانسجامنا وكيف كان الكثير يغار منا ويحسدنا على حبنا وانسجامنا 

تذكرت كيف تحدى الجميع لأجلي ولكن وللأسف ، في لحظة ، سقط كل ذلك الرصيد في قعر البئر ، 

نسي كل شيء واتبع من أغوته واستحوذت عليه ، 

ترك البيت و خرج دون رجعة ...

في الصباح ، اتجهت لمكتب صديقي ، وبعد التحية والدردشه قليلا قلت له : 

أعرف أن أبغض الحلال عند الله الطلاق ، ولكن ارفع لي قضية لو سمحت " 

نظر لي بدهشة ، نزلت دمعة على خدي ، مسحتها ، ثم خرجت تاركة له كل الوثائق الضرورية !


رفيعة الخزناجي /تونس 

#هلوساتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق