شجاعة ...
من البحر الكامل
بقلمي: سليم بابللي
==============
شَجَرُ المفاتِنِ في المكامنِ يَحتَجِبْ
و الطَّرفُ يُنذِرُني بأن لا أقترِبْ
مُتَسلّحاً خوفي عليهِ و رهبتي
من ناظِرٍ جَنَحَ السّماحَ و لو غَضِبْ
مُتَبَسِّماً و الدّمعُ يُغرِقُ هُدبَهُ
إن فُزتُ عِنْداً أو رأى عِندي غُلِبْ
فَلَتَ الزِّمامُ و إنُّهُ لا حيلةً
للردعِ في بُركانِ شوقٍ مُلتَهِبْ
يا جفنةً نَسَجَ الجمالُ ربيعَها
القلبُ يرفضُ و الهوى لا يستَجِبْ
صبراً عَليَّ دقيقةً يا طرفُها
و جِنايةُ الإِقبالِ إِنّي مُرتَكِبْ
العزمُ تنقصني إليهِ شجاعةً
و حضورُها في القلبِ حالاً مُرتَقِبْ
الكرمُ إن بَلَغَ القطافُ أوانَهُ
وَجَبَ التّدَبُرُ في الثمارِ كما يَجِبْ
القلبُ يقرأُ في المشاعر ما يرى
أرجوحة بين الحقيقةِ و الكَذِبْ
لا يبتئسْ إن مُزِّقت أوصالُهُ
أو بُعثِرت أو أيَّ أَوصافٍ سُبِبْ
و اللحظُ سارَ إلى التَقَلُّبِ ناسخاً
في بُرهةٍ أكداسَ ما دهراً كُتِبْ
و الطيباتُ تلألأت أوصافُها
لولا التنوعُ في الخمائلِ لم تَطِبْ
و الثّغرُ زنبقةٌ زهتْ في لُؤلؤٍ
في خيلةٍ رتلَ الجواهِرِ يَنتسِبْ
من ينتظرْ حجبَ الهواءَ بريشةٍ
متوهمٌ موجَ الجهالةِ قد رَكِبْ
النبعُ بينَ أصابعي مُتَدَفّقٌ
و تريدُني شطَأَ الشّواطِئ أحتطِبْ
يمناكَ ترسُمُ حيلتي و وسيلتي
لا تأتِني حَلّاً بِحالٍ مضطَرِبْ
هل كانَ خَلفَ المنعِ عزماً واضِحاً
أو كانَ في التخويفِ شيئاً من لَعِبْ
في حيرَةٍ ساءَ التّرَدُّدُ حالتي
يا قلبُ ما وَجَبَ الجوابُ لها أجِبْ
مهلاً تَروّى حِنكةً حتى ترى
السّحرُ في أيِّ اتجاهٍ ينقلِبْ
الغَمرُ يطغى و الكؤوسُ نوادلٌ
لا ينفعُ الترشيدُ في لُبٍّ سُلِبْ
النفسُ ترتَشِفُ الرحيقَ صبابةً
و الدَّنُّ يُغدقُ شهدَهُ أَنّى طُلِبْ
سليم عبدالله بابللي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق