الأحد، 22 سبتمبر 2024

تتبدل الرؤيا للشاعر فيصل البهادلي

 تتبدّلُ الرؤيا


لم يبق غيرُ سرير الحلْم،

أجهدُ في مراسيم انتظارِ..

تبدّل الألوانِ وفق فصول ما ملكت يداي..

كما يليقُ بنوع إبحاري على متن القصائدِ،

أنحتُ الكلماتِ من لبِّ الخيالِ

وأعزف الأمواج صاخبةً

وهادئةً على وتر التفاعيلٍ القريبةِ

من شفاهكِ كلّما بدأ النّشيدُ

تتبدّل الرؤيا 

وكأس العمرِ نرشفهُ

على جرعات في وطنٍ تخلّى

عن سنابلهِ وعن أشجاره الأولى وعن أحرفْ

مسلتهِ، وعاش الدّمع بعد الفجر مخذولاً

بليل القهر لا يقوى

يعيدُ نهارهُ وكانّ أسراب اللصوص..

على ضفاف الليلِ دودُ

وتثيرُ لوعةَ الرؤيا سؤالُ الاسئلةْ

ما حدّ حرفي  في شفاهكِ عندما

بدأت قصائدُ ثورتي

في الحرثِ فوق شفاهكِ الحرّى

بتبديل الصّدى

في همسة الإيقاع

هل نال المدى في الرّوح سيدتي؟

وهل التّكلسُ من رواسب حرفنا

في صورة الماضي ؟

وهل جدَّ الجديدُ؟

تتبدّل الرؤيا

فهل تبقى مرايا الحرفِ عاكسةً

لهذا الواقع المنخورِ

أو تفلي خطوط الرّيحِ أوديةً؟

لتغسلَ وجهَ فجرِ نهارنا

حتّى يضيءَ كما  يضيءُ الفجرُ

في عينيكِ سيّدتي ويسودُ

لم يبق غير سرير الحلٌمِ

في ترنيمة المشتاقِ

يستوفي صفاء اللحنِ في شفتينِ من لهبٍ

تجاري العزف في كفّينِ للناي

 الذي أنّت لهُ 

كلّ مفاصل التشويقِ كي يغنيْ

كلامُ الملتقى صمتاً وأشواقاً تزيدُ

تتجادل الرؤيا

على سرّالخريفِ ولمحة التّغيير

في لون البراعم عندما

يشدو على الأغصانِ  لحن الفقد..

عن دفءٍ ومن هبّات في نسغ الصدى تجري

بذكرى خفقةٍ كانت على الأكتافِ

في ودٍّ تجاري روعةَ التّقبيل

بين مراشف الآهات

أنّ الآه إفناءٌ كبرق في ثنايا الرّوح..

للمسحورِ في عينينِ يشغلها المريدُ

فيصل البهادلي 

٢٢ أيلول ٢٠٢٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق