الجمعة، 13 سبتمبر 2024

ميلاد آحر للحياة للشاعر فوزي علي عليبي

 ___ ميلاد آخر للحياة ___


أي وحش كاسر

أو مكسور

فيك أيقظوه؟

غريب الأطوار 

مستوحش...

متعطش للبطش

متربص...

أطعموه بقايا

أحلامك القديمة

في النفاذ

و أحرقوا الخير

قربانا لشيطانهم

ثم سألوك

من أنت؟!!

فهل عرفت نفسك

و أنت الموؤود

 غيّا و غيبا...

في سحنتك الجديدة

شحنوك...

ثم لطّفوا سوطهم قليلا

أذاقوك غبهم...

تراوح فتيلا

من الليل و النهار

شمعة ذابلة...

على قمة جبل أصم

بعثوا النداء...

صيحات فلم ترد الريح

تنادوا بينهم فزعا

أن هلمّ نستعد:

ذلك الوحش ما كان فينا

و ما كنا منه يوما للأبد

فتعالوا هاهنا...

سنجعل بين الصدفين

للطوفان سد...

أنكروا مجراك في التاريخ و الجغرافيا

القديمة

أبغضوك!

برهان ربك 

مر بك نقش سحاب

همى مطرا...

بين التلال و الوهاد

تسمّى له عطشا

و مسغبة عند الحصاد

سنوات و الكرم لم يشرب

عرقه

ملحا أجاجا...

أعدّ خبزا للجائعين 

بالطمي و التراب

و وجه القمر الحزين

على انعكاس الماء...

زقزقة العصافير 

المهاجرة للشمال

و حلم العودة للنازحين...

دبيب النمل حول

أشباح القبور...

القباب البيض

تطليها الخرافات

الباقية بعد عصور

بالنذر  المعطيات

و كوانين البخور...

عودة الأعشاش ترقص احتفاء

بتزاوج الطيور...

و الأطفال يتقاذفون فرحا

بحصى الطريق...

فحتت لك في الأرض

ملحمة العبور...

رأيتك،تجري عظيما دون هول

بين الناس...

 في أخاديد وجه امرأة

كانت من الغابرين

و تضرع شيخ زاهد وقور

أغثنا يا مغيث...

أغثنا...

أغثنا يا مغيث...

أواه،كم حبيب عود وجهك

 الجارف و رقيق...

كرائحة التنور عند الفجر

تحميه أم لأطفالها الصغار

لتعد خبز القمح

بالزيت و الدقيق

كي يذهب الفلاح

بعد كأس شاي مرٍّ

و يوقظ المطامير

لسعي الحقول

غيلان،قم

كالنار من تحت الرماد...

ما شاء الله أن يكون كان...

عاد الصباح يفتح لموعد قديم

مع المرور

زبد و ماء...

زبد...و...ماء...


***غيلان:إسم بطل رواية السد للأديب و المفكر التونسي محمود المسعدي.

_فوزي علي عليبي/تونس.

_آخر حرائق السوسن.4/8/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق