الأربعاء، 18 سبتمبر 2024

البيت المعمور للشاعر وليد الأصفر

 قصيدة بقلم زوجي وليد الأصفر

.........................................

            البيتُ المعمورُ

..........................................

ألمْ يكفِ هذا القلبَ ما قدْ تجرّعا

منَ الشوقِ حتّى صارَ شلواً ممزّعا

تعاودهُ في هدأةِ الليلِ غُصّةٌ 

منَ الحزنِ لوْ جازتْ بصخرٍ تصدّعا

فلا البالُ يسلو عنكِ يوماً ولا إلى

رضاكِ سبيلٌ يفتحّ البابَ إِصبعا

وكيفَ تحاكينَ الندى رقّةً ولا

تَُرجّينَ قلباً داميَ الجرحِ موجَعا

حنانيكِ إنّي مستهامٌ متيّمٌ 

أبيتُ على همٍّ وأصحو مروّعا

أداري أمامَ الناسِ وجداً مُبَرِِّحاً

وأغضي على الأحزانِ طرفاً مُلَوّعا

وأضربُ في عرضِ الفيافي وموردي 

على البعدِ يستغشي سراباً وبلقعا

........................

بلادي مغاني الغيدِ والصيدِ منظرٌ

ونفحٌ يردُّ الروحَ إمّا تضوّعا

وماءٌ نميرٌ كوثريٌ كأنّهُ 

رحيقُ الندى يَنْهَلّّ ضوءاً مشَعشعا

وحصنٌ مشيدٌ منْ صدورٍ أبيّةٍ

وركنٌ يُحِلُّ الضيفَ أهلاً ومربعا

وسيفٌ يشقُّ الهامَ في حومةِ الوغى

إذا كانَ حبُّ السلمِ للغدرِ مطمعا

وقومٌ يرونَ الضنَّ بالنفسِ سُبّةً 

إذا عُدَّ جودُ المرءِ بالمالِ مَقنعا

كرامٌ لهمْ منْ عبدِ شمسٍ وهاشمٍ

وغسّانَ أحسابٌ أبتْ أنٌ تضيّعا

فطابتْ فروعٌ مثلما طابَ أصلها

وأكرِمْ بدوحٍ طابَ غرساً ومطلعا

.......................

أقمنا صروحَ الفكرِ والعلمِ والهدى

وصنّا تراثاً كانَ نهباً مُوَزّعا

وفي أرضنا جاءتْ رسالاتُ ربّنا 

وفيها دعا الدنيا إلى اللهِ منْ دعا 

وحُلّتْ لموسى عقدةٌ منْ لسانهِ 

على المنِّ والسلوى وفيها ترعرعا

ومنْ غيرُ قومي حصّلوا الكتبَ جزيةً

وأعطوا عليها عدلها الكيسَ مترعا

ومنْ غيرهمْ أهدوا الورى أبجديّةً 

وشقّوا طريقَ النورِ للناسِ مشرعا

ومنْ غيرهمْ سنّوا الفروسيّةَ التي

تباهى بها علجٌ منَ الغربِ وادّعى

وأرسوْ إخاءً بينهمْ في حضارةٍ 

تنادي بحبٍّ يغمرُ الخلقَ أجمعا

......................

بني أمّتي فيمَ التواني وكلّكمْ 

بغيضٌ إلى الباغينَ مهما تقنّعا

يكيدونَ كيما يطفؤا نورَ حقّكمْ 

ويبدونَ أحقاداً منَ السمِّ أنقعا

وأنتمْ بنو أمٍ بعشرينَ دولةٍ

كما يرتدي المسكينُ ثوباً مرقّعا

أفيقوا فإنَّ الرومَ قدْ كتّلوا القوى

عليكمْ فهلْ تبقونَ صُمّاً وهجّعا

وضمّوا شتاتَ الأهلِ في وحدةِ الحمى

وعيشوا كرامَ العرضِ أوْ فاهلكوا معا

وقوموا جميعاً نقتفي خطوَ زمرةٍ 

بها قدْ زها التاريخُ مرأى ومسمعا

بتاتاً لغيرِ اللهِ لمْ تحنِ هامةً 

وأنّى لحرٍّ صامدٍ أن يُرَكّعا

وإنَّ لندعو اللهَ أنْ نرتقي إلى

ذرى سُدةٍ في العزِّ أسمى وأمنعا

وأنْ يحفظَ الباقي على العهدِ بيننا 

ليبقى جبينّ الأهلِ أنقى وأنصعا

...........................................

الشاعر وليد الأصفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق