الاثنين، 16 سبتمبر 2024

حكاية غريب للدكتور أسامه مصاروه

 حكايةُ غريب

قُذِفتْ أشلاءُهُ فجْرًا طعامًا

لكلابِ القتلِ في قصرِ الخيانَهْ

كانَ يُدعى قبلَ هذا بالغريبِ

وغريبٌ كانَ رمْزًا للأمانَهْ

يرفُضُ الذلَّ صريحًا مستقيمًا

كارِهًا للظُلمِ أو أدنى إهانَهْ

كمْ أبى فُسْقَ النظامِ المستبِدِّ

لملوكٍ أشبعوا الشعبَ مَهانَهْ

قتلوا فيهم مفاهيمَ الكرامَهْ

زرعوا فيهم هوانًا واستِكانَهْ

وَأَدوا الإنسانَ قلبًا ثمَّ روحًا

لا يُساوي صقْرَ قصرٍ أو حِصانَهْ

يقتلونَ الناسَ حِفْظًا لعروشٍ

دونَ ذنبٍ إذْ لهمْ كلُّ الحصانَهْ

وغريبٌ إذْ يرى بطشَ مليكهْ

ورقابًا عاملًا فيها سِنانَهْ

يدّعي الإسلامَ والخمرُ شرابُهْ

فمياهُ الطهرِ لمْ تعرفْ دِنانَهْ

كيفَ يرضى بسكوتٍ وَنذالهْ؟

كيفَ لا يُطلِقُ كالسهمِ لِسانَهْ؟

هلْ سينأى هل سيخشى بطشَ مُلْكٍ

رغمَ أنَّ المُلكَ قدْ أرخى عَنانَه؟

أيُّ معنىً لحياةِ الحرِّ حقًا

في بلادٍ لا يرى فيها أمانَهْ

لمْ يزلْ صوتُ غريبٍ مستميتًا

لاعنًا مُلْكًا مقيتًا وزمانَهْ

ذاتَ فجرٍ نهضَ الشابُّ الغريبُ

قبلَ أنْ يَسمعَ للفجرِ أذانَهْ

فأذانُ الفجرِ يستهوي سماعَهْ

وصلاةُ الفجرِ تسترعي اتّزانَهْ

كانَ صوتُ الشيخِ بالفعلِ جميلًا

سكبَ الشيخُ كما الطلِّ حنانَهْ

والتسابيحُ سرتْ في القلبِ جذلى

وتُغطّي الكونَ نورًا وجِنانَهْ

ثمَّ نادى الصوتُ هيَا للصلاةِ

فإذا بالشابِ يستدعى بيانَهْ

"يا إلهي إنّني أدعوكَ ضعفًا

هبْ فؤادي كلَّ أسبابِ الإعانَهْ"

إنّما قبلَ انْفِتاحِ البابِ حتى

قبلَ أنْ يُرْسلَ للبابِ بنانَهْ

حُطِّمَ البابُ بأمرٍ من أميرٍ

ما لهُ دينٌ ولا حتى ديانَهْ

منذُ ذاكَ اليومِ لمْ يظهرْ غريبٌ

لمْ يُشاهدْ بل ولمْ يُعْرفْ مكانَهْ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق