الأحد، 1 سبتمبر 2024

أين العيون للشاعر سليم عبدالله بابللي

 (( أين العيونْ )) 

بقلمي :سليم بابللي

من بحر الرمل

=============

لَمْ نكُنْ يوماً خِلافاً للظنونْ

هذه أفعالُنا أين العيونْ


تُغفِلُ الأخبارَ عَنّا نِقمةً

عَلّها تُعلي إلى الأعتابِ دونْ


تشهدُ الأيامُ فخراً أنّنا

حيثما كان الرجا مِنّا نكونْ


نحتفي حيناً و حيناً نختفي

حَسْبَما تأتي أعاصيرُ الفتونْ


جُهدَنا ننسى و ننسى ذِكرَه

قبلَ أن يُنسى و تطويهِ السُّنونْ


نحنُ سهمٌ في مراميهِ الهوى

إنْ دُعينا أيَّ خَطبٍ أو بدونْ


نخوةُ الأجدادِ أغلى إرثِنا

كُلُّ مهرٍ تقتضي مِنّا يهونْ


في جذورِ الشمسِ ينمو ظِلُّنا

نحنُ أوراقُ الأماني و الغصونْ


ريشةُ التاريخِ خَطّتْ مَجدَهُ

ما تخطّت إرثَنا فيما يكونْ


إن أتانا مُستجيرٌ يُفتدى

نُنقِذُ الملهوفَ مِنْ كفّ المنونْ


مُخطِئٌ من ظَنّ يوماً لُطفَنا

واسعَ الطيفِ بِلا حَدٍّ مَرُونْ


تَملأُ الأرضَ سَجايا كَفّنا

ما لِمخلوقٍ علينا من ديونْ


كم بنينا حاضِراً في حاضِرٍ

كم زَهَتٰ في ظِلِّنا يوماً عيونْ


رُبّما تَعلو لأقطارِ السّما

إنما هيهاتَ أن تعلو الجفونْ


قولُنا في الأمرِ سَهمٌ نافِذٌ

شَدّت الأقدارُ أو كانت حنونْ


يأمنُ الأعداءُ مِنّا عِرضَهُم

عَهدُنا في الحلمِ إن قالوا مصونْ


رهبةً مِنّا سيبقى خصمُنا

خائِفاً من خلفِ أسوارِ الحصونْ


تُحبسُ الأنفاسُ مِن راياتنا

في أتونِ الحربِ أو طافَتْ أتونْ


 فالتّمادي لا يُسَمّى جُرأةً

إنْ قُصِدنا فهو مِنْ محضِ الجنونْ


كم تهاوت مِنْ عُروشٍ قبلَهُم

أو قُروناً ناطَحَتْ فينا قُرونْ


واهمٌ من ظَنّ عجزاً صمتُنا

إنّ مِنْ طبعِ البراكينِ السّكونْ


لن توازي أيّ خيلٍ خيلَنا

لو تساوتْ بالمزايا و الجرون


سليم عبدالله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق