الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

خمس عجاف والشتاء يعود للشاعر فوزي علي عليبي

 {{خمس عجاف و الشتاء يعود}}


خمس سنين عجافا لم تر ألق نجم  في الصحراء

سحب غاديات في غضون نبض  بلا صواب

ترتب ما تبقى من الضجر قمقما لأسافين السهر و السهاد

عطفا على الترحال جواد قيض الصبح لتمثال الحب

نحتا على الروح جراحها جلدا بالبعاد

كمن مر غداة أو صوب نجاة ترائى طيف عابر

صدقه الظن فإذا الماء هجير و سراب

قطعة من الروح عالقة بالقفر ضياع يتلوه ضياع

و الشعر خلى بيته قفرا من دثار أو رغيف حب

تلوكه قصص الحماة و الدار منهم أنين

حين سلمت مفاتيح قلبي للطريق عابره الزمان

خمس و الباقي أثر غائر في الإهاب أسود سربل جيد و غاب 

من حسن ما برق من ثغر المحاسن فجر ألف عين

تنفست النافذة من سويداء القلب تبحث عن شروق جديد

شاكسها النور فتقاطر الوهم زءاما و لازم الصمت الجدار

على الشرفات نجم و لكن في المدار البعيد

أطال النظر برهة في عيني و في غضون ريح استدار

الرحلة لم تبدأ بعد و لم يمر القطار بالمدن المنفية نواعير الزمان تدور تقبض على الخطاف من جنح الأثير

جربت نفض أوراق الخريف لعل العمر بالجوار يجود

لا أبتغي شوكا من رماة الزيف عبثا بالوجود

القلب اكتفى من وجوه الغربة و أجنحة الرحيل

جناح من فكرة الخلود ترتحل في سماء الجنون

ألوذ بالرمق الأخير تشبثا في عنان الشجون

رجفة بين الضلوع تحتلك ما تبقى من وصل الرجوع

تغتال وجه المرايا دفقا في مدن الغبار المعتم و هرسلات العيون

عاد الشتاء زاحفا يورق ثلجا جديدا و يطمر في عمق الكون أشرعة السفين.


__فوزي علي عليبي/تونس.

__آخر حرائق السوسن.8/10/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق