الاثنين، 14 أكتوبر 2024

ذابلة مواسم الفرح للشاعرة سامية خليفة

 ذابلةٌ مواسمُ الفرحِ

سرد تعبيري


أسرابٌ تبتلعُها متاهاتٌ ، قوافلُ تختفي تحتَ ردمٍ ثقيلٍ، حطامٌ فاجرٌ لا يعرفُ الحياء، نيرانٌ تكوي تُلهبُ، ذابلةٌ مواسمُ الفرحِ، فالشياطينُ في عالمِها السّفليّ تعربدُ، تمتصُّ من جذورِنا الحياةَ، والأمواتُ بالأطنانِ.

ليتَكِ غيّرتِ يا دروبُ اتجاهاتِكِ ومعابِرَكِ، خلفَ حدودِكِ مكانٌ مكتظٌّ بالشّرورِ، يرسلُ التّنكيلَ مغلّفًا بديابيجِ حضارةِ زائفةٍ، صوتٌ لا يهدأً يملأُ السّماءَ، نذيرٌ لشؤمٍ يكبّلُ الأرواحَ.

كم تعبْتِ يا دروبًا طافحةً بالأحلامِ البائسة! الدّروبُ المؤدّيةُ إلى يقظةٍ استعصى عليها النومُ، كيفَ تنامُ والنّارُ والهدمُ يترصّدانِ الأنفاسَ؟ 

الانتظارُ بوسعِ عينيهِ الوسنانتين يحدّقُ. كم ارتفعَ سقفُ التّوقعات، كم كثر العرافون والمحللون، فما أكذبَهم!

 للحقيقةِ فمٌ واحدٌ لا ينطقُ إلّا بالصّدقِ، ربما يشرقُ علينا غدٌ بشمسٍ دافئة، وربّما تذرو الرّياحُ  أرواحَنا، فاستقبلينا حينَها يا سماء بصدرِكِ الرّحيبِ.


سامية خليفة / لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق