الاثنين، 14 أكتوبر 2024

غضب الوحوش للدكتور أسامه مصاروه

 غَضَبُ الْوُحوش


أقولُ يا حكامَنا نِعالُنا

أشرَفُ مِنكُم وَكذا بِغالُنا

تبًا لكمْ بعْدًا لكمْ سُحقا لكمْ

 يا ويلَكُمْ لنْ تنحني جبالُنا 


إنَّ الْوُحوشَ إنْ ذُكِرْتُمْ تغْضَبُ

وَإنَّها على الجميعِ تعْتَبُ

ما ذنْبُها حتى نساويهُم بها 

هلْ بيْنَ أهْلِ الغابِ وحشٌ يَنْهَبُ


ليسَ الْوُحوشُ قاتِلي شُعوبِكُم

وَليْسَ همْ مُمَزِّقي قُلوبِكُمْ

 لمْ تأتِ يوْما لقِتالِكُمْ ولا

 لِطَرْدِ مَنْ يعيشُ في سُهوبكُمْ


 وأسْرِكُمْ وَهتْكِ أعراضٍ لكُمْ

ولَمْ يزالوا يَطْلُبونَ قَتْلَكُمْ

ثُمَّ مَنِ الذّي يُسانِدُ الْعِدا 

حتى يُبيدوا شعْبَكُمْ وأَهْلكُمْ


` نَحْنُ الْوحوشُ أمْ تُرى حُكامُكُمْ

أنذالُكُمْ معْ ذلِكُمْ ظُلّامُكُمْ

لِذا مِنَ الظُّلْمِ لنا تشْبيهُهُمْ 

بِنا فَهُمْ يا ويْلَكُم أصنامُكُمْ 


لا خائِنٌ أو عميلٌ بيْنَنا

أوْ مَنْ يبيعُ للْعِدا أوْطانَنا

في الْغابِ كُلُّنا ضِدَّ الْعدا

حتى نصونَ للْجَميعِ أمْنَنا


أجْدادُنا عاشوا هُنا في أُلْفَةِ

وَبِانْسِجامٍ في المَدى وَرأْفَةِ

فالْغابُ كانَ للْجَميعِ مَنْزِلا

حتى غزا الطُّغيانُ أهْلَ الضِّفَةِ


مِنْ قبْلُ كانوا في جحيمٍ مُطْبِقِ

فرّوا وَجاؤوا للنَّعيمِ الْمُطْلَقِ 

هلْ قابَلوا الإحسانَ بالْمِثْلِ هُنا

عِندَ الْوُحوشِ مثْلِنا ذا منطقي


لكنْ لدى الأخيارِ مِنْ بيْنِ الورى

الويْلُ للأَغيار حتى والرَّدى

نحنُ الْوُحوشُ لا نعادي بعْضَنا

وَنَرْفُضُ الْعيشَ غباءَ أو سُدى


لا خيرَ في العَيْشِ بِظِلِّ ذِلَّةِ

ولا لمن يُحْيي الرَّدى بحفلةِ

يَظُنُّ أنَّ القتْلَ لُعْبةٌ فَقطْ

أوْ نُزْهَةٌ أو رِحْلَةٌ في الْعُطْلَةِ


نحنُ الْوُحوشُ يا تُرى ما قصْدُكُمْ

كيْ تقتلونا ألِهذا جُهْدُكُمْ

نَحْنُ الْوُحوشُ للْوغى لا نخرُجُ

معْ إنَّها كما ادَّعيْتُمْ وعْدُكُمْ


نَحْنُ الْوُحوشُ ليسَ فينا نَتِنُ

ولا كبيرٌ أو حقيرٌ عَفِنُ

نحْنُ وإنْ لا ماءَ في حمّامِنا

ذِكْرُ الأَهالي في المعالي حَسنُ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق