الأربعاء، 30 أكتوبر 2024

ماكنت يوما في المحبة فاشلا للدكتور حاتم جوعيه

 - ما كنتُ يومًا في المحبَّةِ فاشلا -

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين -

لقد أعجبني هذان البيتان من الشعر المنشوران في أحد المواقع :

( ما بالُ عقلي لا يُفارقُ غائبا = أضحَى فؤادي من رحيلِهِ خائِبَا

ذكراهُ ملحٌ والجرُوحُ مَرَارةٌ = يا ليت قلبي عن ودادِهِ تائِبَا )

فنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضةً لهما :

أنا شاعرُ الشعراءِ أبقى الغالِبا = الغيدُ تعشقُ روعتي  وَمَناقِبا

ما  كنتُ  يومًا في  المَحبَّةِ  فاشلا =  الكلُّ أضحَى في غرامي ذائِبَا

إنِّي أنا المعشوقُ أبقى للمدى = يبقى وِصالي للنّساءِ مآرِبَا

إنِّي أنا المَعشُوقُ لستُ العاشقَ الْ = وَلْهانَ في الأشجانِ فاقَ نوادِبَا

كلُّ العذارى في غرامي تُيِّمَتْ = وَلِموطني قد كان عشقي  صائِبا

وأتيتُ شمسًا بالضياءِ تلألأتْ = وأنرتُ جوًّا كان دومًا شاحِبَا

لي همَّةٌ تأبى الدَّنيَّة والأذى  = سأظلُّ من نبعِ الكرامةِ شاربَا

أنا للكفاحِ وللمبادِىءِ قِبلتي = ما زلتُ عن كلِّ الشّوائبِ عازبَا

مُتسربِلٌ بطهارةٍ طولَ المدى = للخيرِ والتّقوَى أظلُّ مُوَاكِبا

إنِّي أنا الرّئبالُ  في ساحِ الوغى = ما كنتُ يومًا خانِعًا   أو ناحِبَا

مُتشبِّث   وَبموطني  وَتُرابهِ  = ويظلُّ جذري في ثراهُ ضاربَا

وأنا   الأبيُّ   أنا الوَفيُّ  لأمَّتي =   كم   فدفدٍ  قد جُبتُهُ  وَمصاعِبَا

شابَ الزمانُ بقيتُ في شرخِ الصِّبا = وَمفاوزًا شَيَّعتُها وَسَباسِبَا

لم أكترِث أنا بالنَّوائبِ  والنوى = ولكم رأيتُ من الزَّمانِ عجائِبا

وَقهرتُ أندادًا ، سَمَوْتُ إلى السُّهَى = ما كنتُ يومًا للزمانِ مُعاتِبَا

يمشي الزَّمانُ كما أريدُ وَإنَّني = أبغي   العدالة   مَذهبًا وَمَطالبَا

أنا قُدوةُ  الأجيالِ  فخرُ كفاحِهِمْ = وَمُعلِّمًا أبقى لهُمْ وَمُهذّبَا

وَهويَّةُ الأجيالِ أبقى للمدى = وَأنيرُ دربًا كان صعبًا مُتعِبَا

أنا في الكفاحِ وللمعالي أوَّلٌ = هيهات يُلفى أو يُرى ليَ نائبا

أنا حارسٌ تلكَ الجنانِ وَسحرِهَا = وَأصدُّ عنها طامعًا مُتوَثّبَا

الوردُ يذوي في الحدائقِ ظامِئًا = وأنا الذي أرويهِ دمعًا ذائِيَا

إنِّي أنا  اللحنُ المُسافرُ للمدى = للكونِ أبقى العندليبَ المُطرِبَا

أبقى الطليعة لكلِّ فنٍّ رائدٍ = لا لم يكن أحدٌ لفنِّي عائِبَا

من أجلِ حقٍّ غائبٍ وَمُهَمَّش = أشهرتُ في وَجهِ الطغاةِ قواضبَا

كم من عدوٍّ تحتَ نعلي يرتمي = وكسرتُ أنيابًا لهُ وَمخالِبَا

ما زلتُ للأوغادِ سُمًّا زاعِفًا = وأظلُّ للأوباشِ ليلا مُرعِبَا

الله ينصًرُني عليهمْ دائمًا = أبقى عليهم للكرامِ مُؤلِّبَا

سُمٌّ هُنا  ولكلِّ  أخرق مارقٍ = والشهدَ والترياقَ أسقي الصَّاحبَا

لكعُ بنِ لكعٍ قد يُسَمَّى عصرُنا = ونرى الأفاعي دائمًا وَعقاربَا

وَوُجودُنا بينَ الأراذلِ سُبَّةٌ = وَكأنّنا نُعطي  المُسوخَ ضرائبَا

الحقُّ غابَ وَسادَ ليلٌ دامسٌ = تلكَ الشُّموسُ ألا تزالُ غواربَا

الحُرُّ يقبعُ في الهوانِ وفي اللظى = ونرى الرُّؤوسَ زعانفًا وَطحالِبَا

خُضتُ المعامعَ يافعًا بل أمردا = وَأطلتُ في ساحِ الكفاحِ ذوائبَا

كم جهبذٍ فذّ أماميَ ينحَني = وَأعاجمًا أفحمتُهَا وأعاربا

هذا زمانٌ للنذالةِ والخنا = والكلُ أضحى في السياسةِ لاعبَا

والكلُّ باعَ ضميرَهُ وَإلهَهُ = والكلُّ خانَ أهيلهُ وأقارِبَا

كم من عميلٍ بيننا مُتآمرٍ = وَيُرى لتدميرِ الثقافةِ ذاهِبَا

باعَ الكرامةَ والمبادىءَ والتّقى = وبهَا نرى  عرضَ  الجدارِ لضارِبَا

هذي نوادي الإفكِ تنضحُ بالخنا = تُبدي المخازي كلّها وعجائبَا

هذي النوادي للعمالةِ نهجُهَا = كم دَمَّرَتْ أدبًا هُنا وَمواهِبَا

وَجوائزُ التطبيعِ تُعطى للذي = باعَ الكرامةَ كان دومًا مُذنبا

وَجوائِزُ التطبيع كم قد نالهَا = نذلٌ هُنا ويظلُّ كلبًا سائبَا

سوقُ النخاسةِ سوفَ يرجعُ بعدما = أضحَى القميءُ مُرَأسًا  وَمُدرِّبَا

أضحى هبنّقةٌ حكيمًا جهبذًا = مهما يقُلْ سَيُعدُّ قولا صائبَا

لكعُ بنُ لكع إنَّ  هذا  عصرُنا =  ونرى هُنا وجهَ العدالةِ قاطبا

وأنا الكرامةُ والمبادىءُ قبلتي = وأظلُّ دومًا ساحَ المعامِعِ  مُلهِبَا

إنِّي أنا الرّئبالُ في ساح الوغى = أعدَدْتُ للجلّى سَبُوحًا  سَلهَبَا

خُضْتُ الحياة مُناضلا وَمُكافِحًا = والغيرُ رعديدٌ وليسَ مُحارِبَا

كم من دعيٍّ أخرقٍ هُوَ فاشلٌ = وَيعيشُ مأفونًا ويبقى   كاذبَا

إنِّي أنا الغرِّيدُ في وطنِ الفِدا = روحي  لأجلِ   الحقِّ   أبقى واهِبَا

أفدي بروحي كلَّ شبرِ من ثرَى = وطني ، ولا أخشَى الرَّدى وَعواطبَا

والحُرُّ مهما غابَ عن أوطانِهِ = لا بُدَّ يومًا أن نرَاهُ آيِبَا

إنِّي أنا  الشّهدُ المُصَفَّى  والشذى = سأظلُّ دومًا كلَّ خير جالِبَا

أسقي العطاشَ  كرامة وَمَآثرًا = والكلُّ أضحَى نخبَ مجدي  شاربا

وَمَعينُ إبداعي منارٌ   للورَى = هُوَ بلسمٌ ما كان يومًا  ناضِبَا

كم فُقتُ أقرانًا بفكرٍ ثاقبٍ = فٌقتُ الجميعَ مآثرًا وَمناقِبَا

كم شاعر منِّي تعلّمَ نظمَهُ = وَمُؤدِّبٍ لولايَ لم يَكُ كاتبا

في قمَّةِ الإبداعِ شعريَ رونقًا = كم مُبدع أضحَى لشعري ناهِبَا

أنا شاعرُ الشعراءِ دون مُنازع = والشعرُ من بعدي سيبقى ناعِبَا

كم فيلسوفٍ أعجزتهُ طلاسمي = وأمامَ إبداعي يُوَلِّي هاربا

إنِّي أنا الفجرُ المُطلُّ على الدُّنى = وَأبدِّدُ الليلَ البهيمَ الغاضِبَا

وعلى جُفونِ  النجمِ تخفقُ رايتي = وجحافلا سَيَّرتُهَا وكواكبَا

من نفحِ إيماني الخلائقُ ترتوي = والكلُّ يبقى نبْعَ علمي طالبا

وَصُروحُ مجدي كالشُّموس تألّقتْ = يبقى صنيعي   مُشرقا لا غارِبا

سَتُردِّدُ الاجيالُ شعري للمدى = فوقَ المجرَّةِ صارَ صيتي صاخِبَا

- شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار – الجليل -

...................................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق