الخميس، 10 أكتوبر 2024

همسات مختنقة للشاعرة فاطمة اسكيف

 همَسَاتٌ مُخْتَنقةٌ بِقَلَمِ الشَّاعِرَة فَاطِمَة اسْكِيف


نَسِيرُ فِي هَذَا الْعَالَم كَغُرَبَاءٍ ،

بَلْ كَعَابِرِي سَبِيلٍ ،

وَ نَحْمِلُ فِي صُدُورِنَا نِيرَانًا لَا تَنْطَفِئ،

و كَلِمَاتٌ قَدْ تَنْفَجِرُ فِي أَعَمَاقِنَا،

فَتَنْمُو فِي صَمْتٍ قَاسٍ،

كَصَرْخَةٍ مَكْبُوتَةٍ،

فَنَبَحثُ لَهَا عَنْ أَرْضٍ لتَنْبُتَ فِيهَا،

لَكِنَّنَا حِينَمَا نَهِمُ بِالنُّطْقِ،

يَخْنُقُنا الصَّمْتُ الَّذِي يَمْلَأُ الْأُفُق،

وَ كَانَ الْكَوْن بِأَسْرِه يَأْمُرُنَا وَيَقُولُ :

"لَا تَصْرُخُوا... دَعُوا الْهَمْسَ يَرْوي آلامَكُم."

فَنَمُدُ أَجْنِحَتَنَا نَحْو السَّمَاءِ،

وَ لَكِنَّ سَقْفَ هَذَا الْعَالَمِ يَضِيقُ عَلَيْنَا،

وَ يَضْغَطُ عَلَى رُؤُوسِنَا،

فَنَجِدُ أَنْفُسَنَا مُحَاصَرِين،

و أَحْلَامُنَا تَسْقُطُ بَيْنَ أَرْضٍ بَارِدَةٍ وَسَمَاءٍ مُغَطَّاةٍ بِالظَّلَام،

لِأَنَّهُمْ قَدْ أَجْبَرُونَا عَلَى الصَّمْت!!


وَنَحْن سَنَبْقَى كَأَشْجَارٍ تَقِفُ شَامِخَةً أَمَامَ الرِّيَاح العَاتِيَة،

لَا تَنْحَنِي وَلَا تَنْكَسِر،

و تَنْتَظِرُ الْعَاصِفَةَ بِقُلُوبٍ مُشْتَعِلَةٍ،

و تَحْمِلُ بِدَاخِلِهَا قُوَّة الْكَوْنِ.


ففِي هَذَا الْفَضَاءِ الْخَانِق،

أَدْرَكْنَا أَنَّ الْحُرِّيَّةَ لَيْسَتْ عَاصِفَةً !

لَيْسَتْ انْفِجَارًا مُدَوِّياً !

بَلْ هِيَ كنَهْرٍ جَارٍ فِي عُمْقِ الصُّخُورِ،

صَامَتٌ ،  وَ لَا شَيْءَ يَقِفُ أَمَامَهُ،

لِيَتَقَدَّم بِبُطْءٍ،

لِكَيْ يَصِلْ،

لِكَيْ يَصِلَ إلَى بَحْرِ لَا تَحَكُّمُه الْحُدُودِ،

وَ إِلَى أُفُقِ لَا تُكَبِّلْهُ الْقُيُودُ. . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق