السبت، 26 أكتوبر 2024

حدثتني العرافة للشاعر جورج عازار

 حَدَّثَتْني العَرَّافَةُ

أغسلُ وجهي بأسمالِ الذِّكرى

عميقاً أغوصُ

في كُهوفِ العَتمةِ

وأغفو هُناك

على صدرِ آمالٍ كاذبةٍ

أخبرتني العَرَّافَةُ

ذاتَ عُمرٍ

أنَّ كُلَّ الخيباتِ

ستُزهرُ بَراعمَ جُلنارٍ

وبيلسان

وأنَّ كُلَّ الأوجاعِ ستثمرُ

تيناً وزيتوناً وصباراً

وأن وَجهاً عَشِقَتهُ

شَمسُ حُزيرانَ

واختبر مَعارِكَ الجيرانِ

سيَحكُمُ ذاتَ يومٍ

جميعَ المَمالِكِ

وسوف ينبُتُ لِكُلِّ أطفالِ الكَونِ

أجنحةً من زُهورِ الأُقحوانِ

وعلى جَبهاتِ الحَربِ

سيُفتَتَحُ مَقهىً

ترقصُ فيهِ

حتَّى أوَّلِ سَاعاتِ الفَجرِ

سالومي ابنةُ هيروديا

رَمت تلكَ العَرَّافةُ

من جديدٍ أحجارَها

وتابعتْ قَصَّ الحِكاية:

سيختِم السَّيافُ، يا سيِّدي

بالشَّمعِ الأحمرِ

سيفَه البَتَّار

وستُصبِحُ كُلُّ السَّنابِلِ

أشجارَ سَرْوٍ

تُغازِلُ بِسِرِّيَّةٍ جَسدَ المُزنَةِ

عندما يَغيبُ عَنها المَطرُ

وحينما تَهرَمُ الشَّمسُ

ستُنيرُ اليَراعاتُ

وَجهَ البَريَة

وفي الزَّنَازينِ

ومن غيرِ شَفقةٍ

سوف يُحبَسُ أهريمان

وجندُ الشَّياطينِ

وستُغلِقُ جمعياتُ النَّخَاسين

أبوابَها

وسَيعتزِلُ الغُزاةُ

ويُطلَقُ سَراحُ السَّبايا

وستُزيَّنُ السَّاحاتُ بالورودِ

وبِصُورِ الزَّعيمِ المُفَدَّى

وفي الأرجاءِ ستَتَعالى

زغاريدُ الفاتناتِ الغِيدِ

مَن أخبرَ العَرَّافةَ

ما يَحمِلُ للإسكندَرِ الغَدُ؟

ولِمَ فاتَها

عن المآلِ والخواتِمِ

أنْ تُخبِرَهُ؟

كُلُّ العَرَّافاتِ سِيَّانِ

إنْ كَذَبوا أو صَدَقوا

وسيرِسُ في يدَيها

الحَلُّ والرَّبطُ

دَعوا كُلَّ السَّتائِرِ مُسدَلَةً

لا تُوقِظوا النُّورَ

فَحِدادُ الشَّمسِ

سوفَ يَطولُ

بقلمي: جورج عازار

ستوكهولم السويد

اللوحة بريشة الفنان التشكيلي السوري المبدع: يعقوب اسحق

مفردات:

أهريمان: إله الشر في الديانة الزردشتية.

سيرس: هي شخصية من الأساطير اليونانية وهي ساحرة وابنة إله الشمس هيليوس.

الإسكندر: من أهم القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ مات وعمره 32 عاماً.

سالومي ابنة هيروديا: زوجة هيرودس فيلبس، هي التي رقصت في حفلة عيد ميلاد هيرودس أنتيباس، عمها غير الشقيق، فسرَّته، ووعد بقسم أنه مهما طلبت يعطيها؛ وبناء على مشورة أمها طلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق؛ لأنه كان يوبخ هيرودس أنتيباس، قائلًا له إنّه لا يحلّ أن تكون له زوجة أخيه.

................


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق