السبت، 5 أكتوبر 2024

ذات خريف للشاعرة رفيعة الخزناجي

 ذات خريف   

تساقطت أوراقي 

هجرتني طيوري  

وتكاثفت سحبي

أمطار تترقب                                                                                                 الهطول

حبلى 

 بالأحلام والأمنيات

أحلام غدت من الماضي

وأمنيات فات أوانها

الانتظار أرقها

وزاد ثقل حملها 

صمتت على مضض

آهاتها وتأوهاتها

أصبح لها صوتا

انتهى الخريف سيدتي

تقول السحب

هيا أسرعي 

إفتحي الأبواب 

واستقبلي شتاءك ..

ردت بكل وجع 

خالعة ثوب أنوثتها

وزينتها وحليها 

تاركة 

وراءها بقايا 

فقط مجرد بقايا 

لا تسمن من جوع 

وقالت :

فعلا آن الأوان

لقد رحل زماني 

وولت أيامي

وخسرت أحلامي 

وما تحققت لي

ولا واحدة من الأماني 

أتعبني الحب  

وأخذ مني ما أحب 

انتظرت  كثيرا 

حتى أصبحت 

لا أعرف ماذا أنتظر 

أأنتظر 

ربيعا ينعش روحي

وعشقا كتب ولم يصل

أم شقاء و حزنا

 أم تراني أنتظر 

سكرات موتي 

لست أدري 

وليتني والله أدري 

لكن أنا واثقة 

من أنني قد تركت 

ما به روحه تنعم

براعم حبي وشوقي

تترعرع وتنمو 

بين ضلوعه 

ولا ولن تموت 

وتركت له 

بعض الحروف

وبضع كلمات

تغازله وتذكره  

بالزمن المجيد 

ليستعيد 

ذكريات الربيع

ربيع أيام جميلة 

قضيناها معا 

ولا ألف ليلة وليلة 

انتهى المشوار 

أيتها السحب 

فتحت الباب 

وها أنا رحلت 

انزلي بأمن وأمان 

وحطي أوزارك 

وانصبي الخيام 

وأنزل ثلوجك 

أيها الشتاء 

وغطي قبري 

واخفيه عن الأنظار 

فلا حبيبا يتذكرني 

ولا صديقا ولا جار 

قد ولى زماني 

وانتهى المشوار 


رفيعة الخزناجي/ تونس 

#هلوساتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق