رؤى
محمد حسام الدين دويدري
___________
جَلَستُ أذيبُ الصمتَ مُستصغراً همّي
أَعُبُّ قُراحَ الشِعرِ مُسْتَعذَبِ النَظمِ
فَقُلتُ: لَعَلَّ الشِعرَ يُفضِي إِلى رُؤَىً
تُؤَكِّدُ فِيَّ الغَوصَ في لُجَّةِ الحَزمِ
فَأَنهَلُ ما أَرجُوهُ مِنْ بِركَةِ الصَدَى
كُؤُوسَ نَقَاءِ الصِدقِ في القَولِ وَالفَهْمِ
أُضِيءُ جَمَالَ الرُوحِ في نَسجِ ما أَرَى
بِنُورِ بَصِيرَةِ مَنْ يَصفُو لَهُمْ حُلمي
فَأُعلِنُ أَنّ الحُبَّ في الخَلْقِ قِسْمَةٌ
يُحَقِّقُهَا الإِخلاصُ في العَدْلِ والحَسْمِ
وَلَسْتُ لَهُمْ إِلا عَلَى عَهْدِ شَاعِرٍ
أَرَادَ نقَاءَ الفِكْرِ في غَفوَةِ القَومِ
لَعَلَّهُمُ يَصحُونَ مِنْ سُوءِ ماجَرَى
وَتَنْتَعِشُ الأَخلاقُ مِنْ سُكْرِهَا المُصْمِي
فَيَحْسُنُ فِعلُ النَاسِ في كُلِّ خُطوَةٍ
وَيَصْطَلِحُ الإِحْسَاسُ بالعَقلِ والجِسْمِ
فَإِنَّ خُلُودَ الرُوحِ يَبقَى إِلى المَدَى
وأَمَّا فَنَاء الجِسمِ في اللحمِ والعَظمِ
لِيَنتَشِيَ الإِحسَاسُ مَادَامَت الرُؤَى
تُصَاغُ يِنُورِ الصِدقِ في الحُبِّ والسلمِ
فَمَنْ جَعَلَ الإِيمَانَ باللهِ دَأبَهُ
وَذَاقَ نَقاءَ الحُبِّ في العَيشِ والحُكْمِ
فَمَا لِشَقَاءِ النَفسِ أَنْ تَلتَقي بِهِ
لأَنَّ شَقَاءَ الذَاتِ في الرِجْسِ والوَصْمِ
أَعُوذُ مِنَ الشَيطَانِ بِاللهِ أَن يُرَى
لِوَسْوَسَةٍ رَقْطَاءَ عِنْدَ الهُدَى تُعْمِي
ولَيسَ لِأَهلِ الحُبِّ أَنْ يَخسَرُوا الرُؤَى
وَأَنْ يَقَعُوا في التِيهِ في جَفوَةٍ تُظمِي
تُعَلِّمُنِي الآمالُ أَنْ أَمتَطي الصَدَى
وَأَحْتَطِبَ الأَفرَاحَ مِنْ غَابَةِ العُقْمِ
لِأَجْتَنِبَ الأَحقَادَ واليَأسَ صَابِرَاً
وَأَلتَحِفَ الأَنوَارَ مُسْتَجْلِيَاً وَهمِي
أُحاوِلُ أَنْ أَمْحُو مِنَ الأَرضِ حَسْرَتِي
وَأَغرسَ في الآفاقِ في إِثْرِهَا عَزمي
وَلكِنَّ مَنْ أَلقَاهُ في الدَربِ لَمْ يَزَلْ
يُعَانِدُ مَسْعَى القَصدِ مُسْتَعذِبَاً هَمِّي
فَيَارَبُّ أَلهِمْنِي إِلى الصِدقِ وَاهدِنيْ
وَزِدْ بِي نَقَاءَ القَلبِ في الضَوءِ وَالعَتمِ
أَلوذُ بِدِفءِ الحُبِّ والصَبرِ والهُدَى
أُغِيثُ كَمَالَ الرُوحِ في رَغبَةِ العَصْمِ
............:
٢٢ /١١/ ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق