مسارات الرياح
وتقذفني مسارات الرّياحِ..
مكبّل الأيدي على سفحٍ
أرى من ظلمة الليلِ الرواكد..
من ضياء الفجر كالمسجونِ
يحرث ثقبَ ضوءِ نهارهِ جفنُ
أرى أعشاشَ طيرٍ والقطا..
فوق الثّرى وأرى مياهُ النهرِ..
عن سيقان نخلِ الجرفِ قد بُعدت
كأنّ البعدَ مرتهنُ
(أرى سيقان بلقيسٍ
بلجة مائها والثوبُ مرتفعٌ
إلى الأعلى إلى الأعلى
كما حُسرتْ ثيابُ الأمسِ سيّدتي
وكان براحة الكفّين..
عطرٌ للندى يخضرّ في فجري
أراك الآن في ظلّ النّخيلِ المنتشي
في رؤية العشاق..
تسقين المنى من كوثر الأحلام ..
علّ الحلمَ يزهرُ لو يعرّش عن ثرى ألآهاتِ صوتُ الحبّ والمزنُ)*
وناديتُ الورى من غيهب الأحزانِ
إن العمر يخذلني
فلا تقوى يدايَ الذّود عن مكروه خالطني
ولا هشت ذئابَ الغدر عن غنمي.
فلم يسمعْ صدى صوتي
سوى أذني
وهذا الصمت يطبقُ من غروب الغربِ
حتّى الشرق يمتهنُ
ولاحت من بوار الرّيح..
غبرةُ فينق الطوفانِ..
كي يجلو رمادَ الحاضر المملوءِ
عفن الأرض في كفٍّ لسنوارٍ
(تراءت في عصاه الرّيح تجلو البحرَ
أثرت لمحة الأمواج نصفين
العصا تهتزّ تلقفُ من حبال السّحرِ)*
شرّ الحية الرقطاء في قلب الخريطةِ..
تسعى الآن تلدغ ثمَّ تحتضنُ
بقايا عاد أو أعرابِ ما نصروا
يخيّل إنهم موتى وهذي الأرض ما سكنوا
وناصر من جنوبِ الأرز نصرُ الله في عشقٍ
إلى القدس الّتي تبكي خيانة أمّةٍ..
في روحها الإنكارُ والوهنُ
* بين الاقواس تداعي
فيصل البهادلي
١١ تشرين الثاني ٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق