الجمعة، 1 نوفمبر 2024

بين الخوف والعناء للشاعرة زكية أبو شاويش

 بين الخوف والعناء                      البحر : الوافر

ألا إنَّ الولاءَ لهُ طريقُ     يعزِّزُهُ الوفاءُ فلا يضيقُ

وفي الأقدار ما يلقي شقاءً    ومن كادت مواجعَه مُحيقُ

إذا ساقَ الجبانُ سيولَ ضعفٍ     تحمَّلَ من هواجسه الغريقُ

وقد يخشى العدى مع كلِّ تركٍ     لكلِّ رجولةٍ صانَ العتيقُ

وما من صادقٍ يُجلي ضلالاً      كنورٍ والظَّلامُ بِهِ لصيقُ

++++++++

وتصرعنا الحوادثُ كلَّ حينٍ      إذاما هزَّ  صاروخاً رفيقُ

وتفزعُ كلُّ سامعةٍ صداهُ     لعلمٍ أن في الأُخرى طليقُ

يعربدُ كلَّ يومٍ لا يبالي      إذا قصفَ النَّيامَ فلا تفيقُ

يدمِّرُ كلَّ عالٍ في ثوانٍ     فلا يبقى لأشلاءٍ مُريقُ

دماءُ الطُّهرِ تغسلُ كلَّ ثوبٍ     على شيخٍ يعانقُهُ شهيقُ

++++++++

ألامَ الصَّبرُ مع جرحٍ عميقٍ    وذاكَ القهرُ يُنطِقهُ الصَّفيقُ

فتلكَ قذيفةٌ تردي عدوّاً      وتشعلُ من جهادٍ ما يليقُ

ففي الأنفاقِ أبطالٌ كرامٌ     بلا خوفٍ يزولُ بها فريقُ

ولا يأسٌ إذا موتٌ تجلَّى      بكلِّ شهادةٍ يحيا سحيقُ

ويخلفُهُ إلى الميدانِ صقرٌ     وحلمٌ بانتصارٍ لا يعيقُ

++++++++

يبلسمُ كلَّ مكلومٍ ويعلو     على خوفٍ يجفُّ بِهِ الرَّحيق 

إلامَ الصَّبرُ مع جرحٍ عميقٍ     وذاك القهرُ أنطقهُ البريقُ

فكلُِّ شهامةٍ أردت عدوَّاً      على شممٍ لها صوتٌ عميقُ       

سيطرقُ كلَّ قلبٍ من جبانٍ     ويعدو فوقَ حصنٍ لا يطيقُ

فلا يبقي لمشلولٍ جنانا     فخوفٌ قد يجنُّ بِهِ اللصيقُ

++++++++

وتلكَ ملاجئٌ سبرت شجوناً     لمرتزقٍ يروقُ لهُ العقيقُ

وحربُ الظَّالمينَ رمت ثقالاً      من الأحمالِ فالوادي سحيقُ

وكلُّ الطائرات رجت فضاءً       يضيقُ بكلِّ  مكروهٍ يحيقُ

لتلقي بالقنابل في سكونٍ      يزلزلُ ما يدومُ بهِ الحريقُ

بكلِّ مربَّعٍ يحوي نياما      وجوعاً قد كوى من جفَّ ريقُ

+++++++

يعلِّلُ كلَّ أُمٍ باصطبارٍ     على نهجِ النّبوة من يفيقُ

بلا مأوى عراةٌ لا تراها     عيونُ العالمين ولا دقيقُ

وما تحلو الحياةُ بغيرِ ظلمٍ     لضعفٍ والعناءُ لهُ نقيقُ

ومن يرضيه خذلانٌ لشعبٍ     سيبراُ منهُ محرومٌ شفيقُ

فصلِّ على النَّبيِّ وقل سلاماً     على أُممٍ لها حبلٌ وثيقُ

++++++++

الخميس 28 ربيع ثاني 1446 ه

31 أُكتوبر 2024 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق