الجمعة، 15 نوفمبر 2024

مستحاثات في رمال الفيافي للدكتور محمد حسام الدين الداري

 مستحاثات في رمال الفيافي

محمد حسام الدين دويدري

________________

كم  رشقنا على التراب سهاما==وطمسنا على قلوب اليتامى

وجعلنا من المصالح درباً==وادّعينا  أنّا نصوغ السلاماً

وصرخنا بكلّ عزمٍ وفخر:==نحن قوم ونستحق الوساما

نحن سادات من مشى فوق أرضٍ==وصلاحُ الشعوب فينا استقاما

ثم صرنا إلى اقتتال وقهر==وزعمنا  بأنّ فينا "النشامى"

وهرعنا إلى الفساد نمنّي==شهوة الملك في  جموح  السُقامى

هكذا يصرخ ابن آدم تيها==إذ يرى قسوة النفوس لزاما

ويرى نفسه سليل عزم و مجدٍ==ويرى قومه العصاة عظاما

ناسياً أنه مثل كل البرايا==صاغه الله مضغة فعظاما

كلّ قوم يرون أن ثراهم==منبت العز للعطايا أداما

يا بني آدم كلكم من تراب==فعلامَ الفخر والتعالي علاما

ولماذا يباح للبعض قتلٌ==واستلاب يزيد فينا الخصاما

وتعالٍ على العباد وظلم==وتباه يصوغ فينا انقساما

وينمّي بكل أرض خلافاً==يشعل الحرب والمآسي انتقاما

لتصير الحياة ساحة شؤم==أو كما الغاب في صراع تدامى

والرحيمُ أرادها أرض علم==وتسام نعيش فيها كراما

في بناء يصونه طهر حبٍّ==بين عدل حصاده يتنامى

واحترام لكل نبض سليم==وحقوق تصون فينا الدواما

لا تعالٍ على الخلائق عسفاً==أو نزاع يزيد فينا الركاما

هي دنيا ونحن فيها حشود==نحصد الوهم بين ظلم تعامى

كم رسمنا على الشفاه الحكايا ==وكتبنا على الدروب الكلاما

فتلاشى مسيرنا في سراب==يجعل الصمت والتواري المقاما

في تراب نصير فيه رميماً==كما سمعنا عن الحشود القدامى

..........

١٤ /  ١١ / ٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق