الدُّنيَا و حُظُوظُهَا
الشاعر فؤاد زاديكى
يُوجَدُ الخَيرُ، الذي نَسْتَثْمِرُهْ ... مِثْلُهُ شَرٌّ و لَسْنَا نَعْبُرُهْ
إنَّهَا دُنْيَا حُظُوظٍ مَا لَهَا ... مِنْ أمَانٍ، إنَّنَا نَسْتَحْضِرُهْ
عِندمَا نَحيَا بِظَنٍّ كَاذِبٍ ... ليسَ مِنْ وَعدّ جَمِيلٍ نُبْصِرُهْ
كلُّ يومٍ في مَرَامِي حِيرَةٍ ... في دُرُوبِ ظُلمُها نَسْتَشْعِرُهْ
فوقَنا حُكمُ الأسَى في مَدِّهِ ... لا نَرَى نُورًا مُضِيئًا نَعْبُرُه
كَم تَعِبْنَا في سَبِيلٍ شَائِكٍ ... مُرْتَجَى الأنسَامِ لَسْنَا نَذْكُرُهْ
كلُّ مَا نَبنِيهِ مُنْهَارُ لِذَا ... كالصَّدى المَرْجُوعِ مِنْهُ مَحْضَرُهْ
حَائِرُونَ اليَومَ، أفراحٌ غَدَتْ ... وَهْمَ أحلامٍ و ذَا نَسْتَكْثِرُهْ
رُبَّما يَأتِي ضِيَاءٌ فَاتِرٌ ... مِنْ مَدَى المَجهُولِ لا نَسْتَشْعِرُهْ
في تَوَافِي لَيلِنا نَسعَى إلى ... ضَوءِ فَجْرٍ في رَجَاءٍ نُحْضِرُهْ
كلّما جَاءَ انتهاءٌ لَوعَةً ... عَادَ جُرحٌ مِنْ أسًى نَسْتَنفِرُهْ
نَسألُ الأيّامَ هل تُبدِي لنا ... مِن وُعُودِ العُمرِ ما نَسْتَأثِرُهْ؟
غَيرَ أنَّ العُمْرَ يَمْضِي عَابِثًا ... مِثلَ طَيفٍ في مَدًى لَا نُبْصِرُهْ
المانيا في ٦ نوفمبر ٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق